|


فهد عافت
«ومن الشّبّاك لارمي لك حالي»!
2020-12-27
- الحب، مثل الحرب، خدعة!.
- الفرق هو أنّه يلزمك في الحرب النجاح في خداع الآخر، بينما يلزمك في الحب النجاح في خداع نفسك!.
- الصداقة: اكتشاف إنسان لإنسان آخَر. الحب: اختراع إنسان لإنسان آخر!.
- أنت في الحب تبتكر الآخر!.
تفعل ذلك بإيعاز شرارة ما، شرارة قد لا تُسبب حريقًا من أي نوع فيما لو أنك تركتها تمرّ!.
- لكنك تُمسك بها، تتشبّث بإيعازها، تُغذّيه وتشعر بأنّه هو الذي يغذّيك!.
- وترسم الآخر رسمًا جديدًا، ليس فيه من حقيقة هذا الآخر أكثر ممّا فيه من طرف ثالث كان في مخيّلتك!.
- طرف ثالث ظل على الدّوام توّاقًا للخروج وللتّشكّل، وبقيتَ على الدّوام، أكثر توْقًا، لرؤيته وقد خرج من خيالك وارتسم وتمثّل وتشكّل على هيئة إنسان من لحم ودم!.
- لذلك، أجمل الحب خطف ولمحة!.
- الحجْب والمنع والتمنّع والصدود وصعوبة الظروف وخطر اللقاءات المتقطّعة المعتاشة على فُرَص قليلة ونادرة، كل ذلك يُسهم بتأجيج الحب وببقائة متوقّدًا!.
ذلك لأنّ كل هذه العوائق والحواجز والمَصَدّات، لا تمكّنك من رؤية الفوارق الكبيرة بين الممزوجين: محبوبك الواقعي ومحبوبك المُتخيَّل!. محبوبك الذي يمشي على الأرض حقيقةً وواقعًا، ومحبوبك الذي يطير في سماء قلبك حُلُمًا وافتراضًا وتخيُّلًا!.
- أكثر فن يُسهم في الإبقاء على جذوة هذه الكذبة الأجمل مشتعلةً، هو فنّ الغناء!.
- يغنّي العاشق لمحبوبه: “ومن الشّبّاك لارمي لك حالي”، وحين يصير المحبوب بين يديه، ويطيل البقاء معه، يكتشف المعشوق أنّ العاشق لم يكن كاذبًا، لكن الشّبّاك أصلًا كان في غرفة في الدّور الأرضي، يمكن لأي طفل صغير القفز منه إلى الأرض، دون احتمالية تعرّضه لأذىً من أي نوع!.
•••
- مسكينة هي اللهجة العاميّة!. ليس لها يوم لينتفض فيه عشّاقها دفاعًا عنها، وتغزّلًا بمحاسنها!.
- قبل أيّام مرّ ما يُسمّى بيوم اللغة العربيّة. راحتْ تُمتدَح بعبارات في كثير منها أخطاء نحويّة وإملائيّة مُخجِلَة!، وباندفاعات عاطفيّة منتفخة!. كثير من هذه المنفوخات انفجر في وجه اللهجة العاميّة مُنتقصًا شاتمًا!.
- لا أدري، لماذا تذكّرتُ من الشعراء من يعجز عن بثّ لواعجه وإذاعة افتتانه والتّغزّل بمحبوبه، فيلجأ إلى صناعة أصنام من العذّال وينشغل برجمهم!.