ـ بالنسبة للكتاب الورقي، ومهما بدَت الكتب الإلكترونيّة أسهل في الحمل والنقل، وأيسر في التصفّح، يظل الكتاب الورقي متقدّمًا بميزتين: من شكله، هو ضد، ونقيض، لافتة: "ممنوع الدّخول"!. هذا إن استثنينا طبعًا الإضافة التجاريّة المزعجة حيث التغليف البلاستيكي لبعض الكتب!.
ـ الكتاب الورقي لا يحتاج معرفة اسمك، ولا عمرك، ولا نوعك، ولا أي شيء آخر، باستثناء سعره البسيط غالبًا، وهو في صميمه وتصميمه لا يحتاج حتى هذا السعر!.
ـ الصمغ أو الدّبابيس أو الخيوط التي تجمع وتربط جهة واحدة من جهاته، إنّما تهدف إلى حفظه لك لا حفظه منك!.
ـ بقيّة جهاته مفتوحة لك وعليك، بلمسة واحدة يُمكنك قلب الصفحة، قلبها والدخول إلى قلبها!. إنه أقرب الأشكال إلى الطائر، وأنت من يملك الرّفرفة!.
ـ سنضع كل ما سبق في خانة ونسمّيها: الرفرفة، كميزة أولى. الميزة الثّانية هي الرّف!.
ـ وهي تشمل الخصوصيّة الأكثر من استثنائية!. حيث الفعل السّرّي للقراءة!.
ـ تلقي نظرة على رفّ "أو رفوف" مكتبتك، ثم فجأة، ودون أسباب واضحة، تجد يدك وقد امتدّت إلى كتاب بعينه، قد لا تتذكّر من أي مكتبة اقتنيته ولا لماذا اقتنيته هو بالذات، ولا حتى لماذا أبقيته على الرفّ طيلة هذه المدّة ولم تفكّر بقراءته، بل رحت تقرأ في كتب أخرى كثيرة هو أقدم منها حضورًا وأرسخ بقاءً!.
ـ كل كتاب له قوّة جذب تشتغل في وقت ليس بمقدورك تحديده!. كل ما هو في مقدورك الإحساس به!.
ـ ويبدأ الفعل "السّرّي" للقراءة!. لا أحد يعرف أنك تقرأ هذا الكتاب ولا في أي صفحة منه ولا طريقتك في القراءة سواك!. منزوي عن العالم، والعالَم بين يديك!.
ـ الرّف يمنحك استثنائيّة وتفرّد!. هذه النسخة من الكتاب الذي تناولتها منه، تخصّك وحدك!. ليست هناك أي عيون سوى عيونك تقرأ هذه النسخة، هذه الورقة "الصفحة" لا تعني ولا تهتم إلا بك، ولا تتفاعل إلا معك، ولا تتشظّى كلماتها إلا من خلالك!. حتى لو كان هناك شخص يقرأ نفس الكتاب في نفس الوقت، فإنه لا يقرأ نفس النسخة!.
ـ إن انزلقت الورقة من صمغها، تراخت أو انفلتت، فإنّ هذا أمر لم يحدث لسواك في نفس الوقت أو نفس الطريقة!.
ـ إن مرّت حشرة صغيرة على الورقة، وانتظرتها إلى أن تترك الكتاب، فإنّ هذه حكاية خاصة بك، وتجربة تعنيك وحدك!. لكل نسخة من كتاب "دُودة" واحدة على الأقل، هو بالنسبة لها بيت أو ساحة أو طريق!. وما أدراني: لعلّها تقرأ بطريقتها!.
ـ تذكّرت الآن ميزة ثالثة للكتاب الورقي، ذكرها "مانغويل"، وهي: المنتصف!.
ـ الكتاب الإلكتروني بلا مُنتصف!. لَحْظِي دائمًا وممتدّ، يكاد يكون بلا بداية ولا نهاية، لأنه مسبوق ومتبوع دائمًا بعناوين كتب أُخرى!. لا تعرف أنك وصلت إلى المنتصف إلا من خلال الترقيم إن وُجِد!. في الكتاب الورقي يرسم الزمن مواعيد وتجاعيد، عبر الثقل الذي تأخذه جهة من جهاته منذ اللحظة الأولى لقراءته!. وكل صفحتين متقابلتين جيل من الكلمات وعلاقاتها!. تقلب الورقة تجد الجيل الذي يليه وقد بدأ بتشكيل علاقاته، وهكذا!. تكاد تكون نهاية كل كتاب: يوم قيامة!.
ـ "قفلة":
لا أقصد، من هذه المقالة، أبدًا، التقليل من شأن الكتاب الإلكتروني. فقط أتغزّل بما أُحبّ!. مع اعتراف أخير: أعشق الكلمة المكتوبة على الورق، وأشعر بالغيرة على ضوئها!. لا أريد للضوء الخارج من الكلمات نفسها أن يُزاحَم بضوء أجهزة الكمبيوتر!.
ـ الكتاب الورقي لا يحتاج معرفة اسمك، ولا عمرك، ولا نوعك، ولا أي شيء آخر، باستثناء سعره البسيط غالبًا، وهو في صميمه وتصميمه لا يحتاج حتى هذا السعر!.
ـ الصمغ أو الدّبابيس أو الخيوط التي تجمع وتربط جهة واحدة من جهاته، إنّما تهدف إلى حفظه لك لا حفظه منك!.
ـ بقيّة جهاته مفتوحة لك وعليك، بلمسة واحدة يُمكنك قلب الصفحة، قلبها والدخول إلى قلبها!. إنه أقرب الأشكال إلى الطائر، وأنت من يملك الرّفرفة!.
ـ سنضع كل ما سبق في خانة ونسمّيها: الرفرفة، كميزة أولى. الميزة الثّانية هي الرّف!.
ـ وهي تشمل الخصوصيّة الأكثر من استثنائية!. حيث الفعل السّرّي للقراءة!.
ـ تلقي نظرة على رفّ "أو رفوف" مكتبتك، ثم فجأة، ودون أسباب واضحة، تجد يدك وقد امتدّت إلى كتاب بعينه، قد لا تتذكّر من أي مكتبة اقتنيته ولا لماذا اقتنيته هو بالذات، ولا حتى لماذا أبقيته على الرفّ طيلة هذه المدّة ولم تفكّر بقراءته، بل رحت تقرأ في كتب أخرى كثيرة هو أقدم منها حضورًا وأرسخ بقاءً!.
ـ كل كتاب له قوّة جذب تشتغل في وقت ليس بمقدورك تحديده!. كل ما هو في مقدورك الإحساس به!.
ـ ويبدأ الفعل "السّرّي" للقراءة!. لا أحد يعرف أنك تقرأ هذا الكتاب ولا في أي صفحة منه ولا طريقتك في القراءة سواك!. منزوي عن العالم، والعالَم بين يديك!.
ـ الرّف يمنحك استثنائيّة وتفرّد!. هذه النسخة من الكتاب الذي تناولتها منه، تخصّك وحدك!. ليست هناك أي عيون سوى عيونك تقرأ هذه النسخة، هذه الورقة "الصفحة" لا تعني ولا تهتم إلا بك، ولا تتفاعل إلا معك، ولا تتشظّى كلماتها إلا من خلالك!. حتى لو كان هناك شخص يقرأ نفس الكتاب في نفس الوقت، فإنه لا يقرأ نفس النسخة!.
ـ إن انزلقت الورقة من صمغها، تراخت أو انفلتت، فإنّ هذا أمر لم يحدث لسواك في نفس الوقت أو نفس الطريقة!.
ـ إن مرّت حشرة صغيرة على الورقة، وانتظرتها إلى أن تترك الكتاب، فإنّ هذه حكاية خاصة بك، وتجربة تعنيك وحدك!. لكل نسخة من كتاب "دُودة" واحدة على الأقل، هو بالنسبة لها بيت أو ساحة أو طريق!. وما أدراني: لعلّها تقرأ بطريقتها!.
ـ تذكّرت الآن ميزة ثالثة للكتاب الورقي، ذكرها "مانغويل"، وهي: المنتصف!.
ـ الكتاب الإلكتروني بلا مُنتصف!. لَحْظِي دائمًا وممتدّ، يكاد يكون بلا بداية ولا نهاية، لأنه مسبوق ومتبوع دائمًا بعناوين كتب أُخرى!. لا تعرف أنك وصلت إلى المنتصف إلا من خلال الترقيم إن وُجِد!. في الكتاب الورقي يرسم الزمن مواعيد وتجاعيد، عبر الثقل الذي تأخذه جهة من جهاته منذ اللحظة الأولى لقراءته!. وكل صفحتين متقابلتين جيل من الكلمات وعلاقاتها!. تقلب الورقة تجد الجيل الذي يليه وقد بدأ بتشكيل علاقاته، وهكذا!. تكاد تكون نهاية كل كتاب: يوم قيامة!.
ـ "قفلة":
لا أقصد، من هذه المقالة، أبدًا، التقليل من شأن الكتاب الإلكتروني. فقط أتغزّل بما أُحبّ!. مع اعتراف أخير: أعشق الكلمة المكتوبة على الورق، وأشعر بالغيرة على ضوئها!. لا أريد للضوء الخارج من الكلمات نفسها أن يُزاحَم بضوء أجهزة الكمبيوتر!.