ـ تحتاج القراءة إلى مزاج أصفى من المزاج الذي تحتاجه الكتابة!. في هذا تتفوّق الكتابة كعلاج، أو كمساعد نفسي!.
ـ ذلك أنه يمكن لإنسان أن يكتب وهو في دوخةٍ من أمور لا يستقر فيها مزاجه على شيء معيّن، فالكتابة، وبالذات الشعر والخواطر، لها قدرة على توجيه المشاعر المشتّتة والمتفرّقة وتسييرها في مسار واحد، تُنتجه الكتابة نفسها، فللكلمات المكتوبة تيّارها الخاص، وهو تيّار قادر على الجَرْف المفاجئ في كثير من الحالات والاحتمالات!.
ـ يكون أحدنا مهمومًا أو مشغولًا بأكثر من شيء، ومزاجه منقاد لكل هذه الأشياء التي تبدو متباعدة أو حتى متضادّة، ويكتب!.
ـ يخربش في البداية ما لا يدري، ثم فجأة تظهر جملة أو شبه جملة أو حتى كلمة، تمسّه بسحرها وتجذبه إليها، فينهمر ويسيل معها، وهي، بدورها، تُعمِل سحرها، مُستجمعةً كل أحاسيسه وهمومه ومشاعره ورغباته المتنافرة في مجرى وادٍ واحد، قد يتعرّج ويتمايل وينحرف، لكنه لا يعود أدراجه ولا ينقطع!.
تنتهي الكتابة فيكتشف الكاتب أنّ هواجسه ووساوسه وكل ما شتّت مزاجه وتشتّت في صدره، قد استُجمِع وجرى في نفس المسار!.
ـ نعم، بهذا تتفوّق الكتابة على القراءة وتفرق عنها!.
القراءة، من هذه الناحية، أكثر ضعفًا وأشدّ أنانيّةً!. هي تحتاج إلى مزاج أكثر صفاءً، ولا تحبّ أن يشاركها هاجس غير هاجس القراءة نفسها!. هنا فقط تظهر قوّتها السحريّة، حيث يتمكّن القارئ من إعادة فكّ وتركيب الدنيا من جديد، بمفاهيم وأحاسيس جديدة، تثمر في النفس حيويّةً لا مثيل لها غير تلك الحيويّة التي تُثمِرها الكتابة الإبداعية لحظة الوقوع على جديد أو مبهر وفاتن فجأة!.
ـ المزاج يتحكّم بنا كُتّابًا وقُرّاءً، لكنه حين لا يكون على درجة معقولة من الصّفاء أو الاعتدال، فإنّ الفعل القرائي يرتبك ويَضْمُر ويرتخي، وتصيب صاحبه قلّة نباهة، وبمعنى آخر: غباوة ما!.
ـ في حين أنه يُمكن للمزاج أن لا يكون رائقًا تمامًا، وتظل سطوة الفعل الكتابي قائمة وفاعلة بإيجابيّة عظيمة!.
ـ الفلسفة وهي الفلسفة!، هذه التي نظنّها قائمة على أسس عقلانية ومنطقيّة راجحة، لا يمكن عزلها، عند كثير من عباقرتها، عن أمزجتهم!. المقولة الشهيرة: “تزوّج، إمّا أن تعيش سعيدًا، أو تصبح فيلسوفًا” تشير إلى ذلك بوضوح!. ويظل “نيتشة” أوضح مثال على المزاج الفلسفي!.
ـ لذلك، لا بدّ من تعليم الكتابة وتعلّمها، والحث عليها وامتداح ارتكابها، مثلما نفعل مع القراءة وأكثر!.
ـ “الكتابة للجميع”!. تستحق أن تكون شعارًا أيضًا، مثلها مثل “القراءة للجميع”!.
ـ تريد صديقًا حقيقيًّا، مخلصًا، يفهمك ويكتم أسرارك، ويفكّر ويتدبّر الأمر معك: اكتب!.
ـ لن تجد صديقًا بهذه المواصفات، وعلى أعلى درجات منها، إلا نفسك!. اكتب لنفسك، بُح بأسرارك لك، تقرّب منك، ربِّتْ على كتفك!. إن استثنيتَ أُمّك، فلن تجد من الخلق من هو أحنّ عليك منك أحد!.
ـ خليلكَ أنت!. قالها المتنبّي:
خَلِيلُكَ أنتَ، لا مَن قُلتَ خِلّي..
وإنْ كَثُرَ التّجَمُّلُ والكلامُ!.
ـ ذلك أنه يمكن لإنسان أن يكتب وهو في دوخةٍ من أمور لا يستقر فيها مزاجه على شيء معيّن، فالكتابة، وبالذات الشعر والخواطر، لها قدرة على توجيه المشاعر المشتّتة والمتفرّقة وتسييرها في مسار واحد، تُنتجه الكتابة نفسها، فللكلمات المكتوبة تيّارها الخاص، وهو تيّار قادر على الجَرْف المفاجئ في كثير من الحالات والاحتمالات!.
ـ يكون أحدنا مهمومًا أو مشغولًا بأكثر من شيء، ومزاجه منقاد لكل هذه الأشياء التي تبدو متباعدة أو حتى متضادّة، ويكتب!.
ـ يخربش في البداية ما لا يدري، ثم فجأة تظهر جملة أو شبه جملة أو حتى كلمة، تمسّه بسحرها وتجذبه إليها، فينهمر ويسيل معها، وهي، بدورها، تُعمِل سحرها، مُستجمعةً كل أحاسيسه وهمومه ومشاعره ورغباته المتنافرة في مجرى وادٍ واحد، قد يتعرّج ويتمايل وينحرف، لكنه لا يعود أدراجه ولا ينقطع!.
تنتهي الكتابة فيكتشف الكاتب أنّ هواجسه ووساوسه وكل ما شتّت مزاجه وتشتّت في صدره، قد استُجمِع وجرى في نفس المسار!.
ـ نعم، بهذا تتفوّق الكتابة على القراءة وتفرق عنها!.
القراءة، من هذه الناحية، أكثر ضعفًا وأشدّ أنانيّةً!. هي تحتاج إلى مزاج أكثر صفاءً، ولا تحبّ أن يشاركها هاجس غير هاجس القراءة نفسها!. هنا فقط تظهر قوّتها السحريّة، حيث يتمكّن القارئ من إعادة فكّ وتركيب الدنيا من جديد، بمفاهيم وأحاسيس جديدة، تثمر في النفس حيويّةً لا مثيل لها غير تلك الحيويّة التي تُثمِرها الكتابة الإبداعية لحظة الوقوع على جديد أو مبهر وفاتن فجأة!.
ـ المزاج يتحكّم بنا كُتّابًا وقُرّاءً، لكنه حين لا يكون على درجة معقولة من الصّفاء أو الاعتدال، فإنّ الفعل القرائي يرتبك ويَضْمُر ويرتخي، وتصيب صاحبه قلّة نباهة، وبمعنى آخر: غباوة ما!.
ـ في حين أنه يُمكن للمزاج أن لا يكون رائقًا تمامًا، وتظل سطوة الفعل الكتابي قائمة وفاعلة بإيجابيّة عظيمة!.
ـ الفلسفة وهي الفلسفة!، هذه التي نظنّها قائمة على أسس عقلانية ومنطقيّة راجحة، لا يمكن عزلها، عند كثير من عباقرتها، عن أمزجتهم!. المقولة الشهيرة: “تزوّج، إمّا أن تعيش سعيدًا، أو تصبح فيلسوفًا” تشير إلى ذلك بوضوح!. ويظل “نيتشة” أوضح مثال على المزاج الفلسفي!.
ـ لذلك، لا بدّ من تعليم الكتابة وتعلّمها، والحث عليها وامتداح ارتكابها، مثلما نفعل مع القراءة وأكثر!.
ـ “الكتابة للجميع”!. تستحق أن تكون شعارًا أيضًا، مثلها مثل “القراءة للجميع”!.
ـ تريد صديقًا حقيقيًّا، مخلصًا، يفهمك ويكتم أسرارك، ويفكّر ويتدبّر الأمر معك: اكتب!.
ـ لن تجد صديقًا بهذه المواصفات، وعلى أعلى درجات منها، إلا نفسك!. اكتب لنفسك، بُح بأسرارك لك، تقرّب منك، ربِّتْ على كتفك!. إن استثنيتَ أُمّك، فلن تجد من الخلق من هو أحنّ عليك منك أحد!.
ـ خليلكَ أنت!. قالها المتنبّي:
خَلِيلُكَ أنتَ، لا مَن قُلتَ خِلّي..
وإنْ كَثُرَ التّجَمُّلُ والكلامُ!.