|


رياض المسلم
اللطيف الغنام وشراسة اللئام
2021-01-21
قبل النهوض من السرير اعتدت سماع صوت عصفور “تويتر” أكثر من زقزقته على النافذة، وخلال جولة صباحية مع الطائر الأزرق، شاهدت اسم الصديق العزيز والغالي عبد اللطيف الغنام لاعب فريق الهلال سابقًا ورئيس مجلس إدارة شركة RBM في الترند، فزّيت سريعًا وفتحت عيني الثانية التي كان يغلبها النعاس، خشية من إصابته بمكروه فوجدت سيلًا من النقد “الشرس” تجاهه كون شركته وكيلًا لأعمال الدولي سلمان الفرج قائد الهلال..
للأسف فالانتقادات التي طالته من بعض النقاد والصحافيين كانت مغلفة باللئم، بسبب عدم حسمه موضوع تجديد الفرج، فرموا عليه التهم بالهمز واللمز وجيّشوا متابعيهم خلفهم في محاولة لتشويّه الصورة الجميلة التي تركها النجم الكبير في الملاعب..
أكاد أجزم بأن عبد اللطيف الغنام هو اللاعب السعودي الأول خلقًا ونبلًا، وله مواقف مشرّفة مع الكثير من اللاعبين أعرف ذلك جيدًا لعلاقتيّ معه التي بدأت منذ عام 2002م، فلقد كان رجلًا شهمًا لا تغيّر ثباته عوالم التعرية..
قطعت موعدًا معه في أحد الكافيهات شمال الرياض، وذهبت إليه مسرعًا حاملًا التهم والغضب يتطاير منيّ وكأن الهجوم مسنيّ شخصيًا كوني أعرف من هو عبد اللطيف الغنام.. وما إن دخلت “الكافي” ونقلت له ما كتب وطلبت منه الرد، حتى باغتني ببرود وقال: “لا يفوتك الكابتشينو، تراه جميل”.. وبالفعل دخلت معه في نقاش عن أفضل المشروبات وكأنما سكب ماءً باردًا على رأسي..
“اللطيف” ترفّع عن المسيئين له، فهو يعرف بالضبط ماذا يريد؟.. فقافلته تسير وفق طريق واضح لا تبالي بالأصوات على القارعة..
مخاوف الكثير من الجماهير الهلالية أن يرتدي الفرج شعار الجار اللدود النصر، حق مشروع لهم، لكن لا يعني أن الغنام ملزم بأن يجبره على التوقيع للهلال بحجة أنه كان لاعبًا هلاليًا، فالعمل ليس له علاقة بالميول، ومثلما كان عبداللطيف لاعبًا محترفًا في الشباب واحترم مهنته وحقق إنجازات كبرى وكرر الأمر ذاته مع الهلال ونجح فهو الآن يحترم عمله الجديد في التعاقدات مع اللاعبين ويبعد ميوله وهو سر تفوقه..
دائمًا ما نعيّب على الكثير من الصحافيين امتزاج عملهم بلون ميولهم فيكون الضحية المتلقيّ، والأمر ذاته ينطبق على وكيل الأعمال أيضًا..
أثق بأن عبد اللطيف الغنام دائمًا ما يختار الأفضل لموكليّه مبعدًا أي حسابات أخرى فيجعلها للمنتقديّن يضربون أخماسًا بأسداس، فشكرًا لك يا صديقي لاحترام عملك، وللمسيئين له من الصحافيين والنقاد.. ماذا تقولون في “اللطيف” بعد تجديد سلمان؟!.