|


رياض المسلم
زامر التلفزيون السعودي يطرب
2021-02-06
كتبت هيئة الإذاعة والتلفزيون تغريدة على حسابها في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، جاء فيها: “لأول مرة تسعة برامج ضمن مشروع الإنتاج الداخلي”..
تلك البرامج التي أعلنت عنها الهيئة تأتي وسط الحقبة التي أطلقتها مطلع هذا العام عبر قناتيّ السعودية وSBC، وغيّرت من ملامح الشاشة وجعلتها تمتد في سباقها مع المنافسين إلى الأمتار الأخيرة..
لن أسهب في الحديث عن البرامج الجديدة، وتابعت بعضها، ففيها من الأفكار المختلفة والمتنوعة والأسماء اللامعة التي امتطت صهوة الاستديوهات، ولكن ما جذبني موضوع مشروع الإنتاج الداخلي..
في التلفزيون السعودي بكافة قنواته على مدار التاريخ قدرات بشرية مؤهلة على أعلى مستوى، مسلحة بالعلم والمعرفة والتدريب والخبرة، إلى جانب أن الكثير منهم لديه الموهبة والشغف لتقديم الأفضل ونثر إبداعه في سماء الإعلام المرئي، وما إن يبدأ مشواره وينثر أفكاره حتى يواجه أحد المحبطين ممن نزع أسلحته في أرض المعركة الإعلامية، فيسمعه كلامًا يهبّط عزيمته ويكبّل انطلاقته ويجرّه إلى أرض الخمول والكسل.. وبعد أن تفنن هذا المحبط في تكسير مجاديف الشاب المنطلق يلتفت لغيره حتى ينشر العدوى بين زملائه..
هذا واقع نعيشه ليس في التلفزيون السعودي فقط، بل جهات حكومية وخاصة عدة، فهناك أشخاص لديهم موهبة نزع المواهب من الآخرين، ويمتد ذلك إلى خارج نطاق العمل أيضًا..
لنعد إلى موضوع التلفزيون السعودي الذي نفخر بأنه تخرّج منه نجوم ونجمات في سماء الإعلام، ويكفي أن تتبع مسيرة الناجحين في القنوات الأخرى والقامات الإعلامية الكبيرة فستجد أن أقدامهم تعلمت الخطو بين أروقة التلفزيون السعودي..
الكثير من المنتمين إلى التلفزيون السعودي في وقت سابق أثر عليهم المحبطون، وجعلوهم يتعاملون مع الإعلام بأنه وظيفة وليس مهنة، وتخلوا عن الهواية وحولوها إلى عادة، وقد تكون ظروف أخرى بعيدًا عن أهل الإحباط ساهمت في حجب القدرات البشرية والإمكانات الكبيرة التي يتمتع بها هؤلاء فباتوا بين أمرين.. إما المغادرة إلى قنوات أخرى منافسة أو البقاء وتقديم العطاء المغلف بالإحباط..
في السنوات الأخيرة تبدل الحال في التلفزيون السعودي، مع تولي الدكتور ماجد القصبي حقيبة الإعلام بجانب التجارة، وترأس محمد بن فهد الحارثي تنفيذية هيئة الإذاعة والتلفزيون، فتمكنا من نشر طاقة جديدة في التلفزيون السعودي، تفجر معها عطاء المبدعين بعد أن منحوا فرصة وتقديرًا..
ختامًا.. الفرصة الجيدة لن تأتي لشخص وهو لا يعمل، وليس من الشرط أن تكون موجودة في الخارج، بل في الداخل متى ما سعى إليها الشخص بالجدية والتركيز والبعد عن المحبطين..