|


سعد المهدي
هو «الديربي» في كل الأحوال
2021-02-22
كما تدين تدان، قاعدة تحكم أحوال الغريمين الهلال والنصر، بغض النظر عن نتائج مواجهاتهما أو عن سجل بطولاتهما ومن يتفوق فيها، فهي أرقام مرصودة ومعلنة يمكن العودة إليها لمعرفة ما لهذا وما على ذاك، أو ما يميزهما عن بعض من حيث عدد ونوعية النجوم أو توفر المواهب..
 وتلك تخضع لدورات زمن ترجح ناديًا يومًا عن غيره والعكس، بغض النظر عن كل ذلك اعتاد الناديان أن يصنعا لهما أجواء صراع تنافسي لا يتغير أو ينتهي حتى في الشماتة.
لقاؤهما “ديربي” في كل ظروفهما، منذ نشأ الصراع بينهما في منتصف الستينيات الميلادية، وكان محدودًا على مدينة الرياض، التي أبصرت فيها عيناهما النور، وقد سبقهما ناديا الشباب والأهلي “الرياض حاليًا”، وإلى يومنا هذا وهما في تبادل أحوال وظروف تتشابه، حتى بعد أن بسطا نفوذهما على خارطة الكرة السعودية بعدد النجوم والإنجازات، ظل تنافسهما يحمل عبق ذكريات البداية، وتاريخهما يسجل في صفحاته كل شاردة وواردة.
اليوم يلتقيان على أنغام امتدت من الموسم الماضي إلى الجولة العشرين في الدوري الحالي، تحمل المقام ويضبطها الإيقاع نفسه، قطعة موسيقية وإن كانت جديدة إلا أنها ذات الأجواء في ملامسة الأحاسيس وهندسة العواطف، تقريبًا الوجوه هي الوجوه والأسماء لم تتغير كثيرًا، ثلاثة انتصارات هلالية متوالية ثمنها دوري وكأس، وانتصار نصراوي واحد منحه كأس السوبر، الهلال كسب مباراة الدور الأول، والنصر يريد أن يرد له الدين، الهلال خسر أمامه السوبر ويتطلع لكسر شوكته في ملعبه، الذي لم يخسر فيه النصر أمامه في ثلاث مواجهات، وحينها كان ملعب الهلال.
اعتقد النصراويون أن نجومهم الجدد سيحملونهم للفوز بكل البطولات، خسروا دوري أبطال آسيا وفي الطريق بطولة الدوري، طرب الهلاليون لحال النصر وظنوا أن هذا يعني أنه لم يعد في الساحة من منافس، فتدهورت حالتهم الفنية، فقدوا لقبي آسيا وكأس الملك وتراجعوا في الدوري لصالح الشباب، حتى المحترفين الأجانب والمحليين في الناديين، ما إن يخفق أحدهم حتى يلحق به من في النادي الآخر، أقيل البرتغالي فيتوريا فلحق به الروماني رازفان، تبادلا الإصابة بفيروس كورونا والعضلة الضامة والتمزقات العضلية وجماهيرهما الشماتة ببعضها بعضًا.
كلا الحالين في الناديين متشابه، فهل سيكون لقاء اليوم مفترق طرق بينهما، ولو على الأقل خلال الموسم الحالي.. وارد جدًّا.