|


بيتروس.. مقاتل لا يمل الجدل

الرياض – عبدالرحمن عابد 2021.03.04 | 10:27 pm

اسمه معروف في سجلات الجدل والاستفزاز، إذ يعتبره أنصاره بطلاً بينما يراه المنافسون مزعجاً، صاحب المهام المتعددة، تراه أحيانا بين قلبي الدفاع وفجأة خلف رأس الحربة، ولكن حتما أثناء المباراة سوف تشاهده يسقط ويتألم محاولاً كسب قرار الحكم بأي طريقة.



رسم صاحب القميص ستة عن نفسه صورة نمطية لدى المشجعين كونه لاعب مقاتل لا يرضى إلا بالفوز كما يقول المثل البرازيلي القديم: ليست الأرض عطشى لدماء الأبطال بل لعرق الرجال.



ولد بيتروس ماتيوس أراخو 29 مايو 1989، في مدينة جوازيرو البرازيلية، والتي تعد من أعرق مدن ساحل المحيط الأطلسي، والواقعة في حوض نهر ساو فرانسيسكو العذب الذي استكشفه البحار الإيطالي أمريكو فسبوتشي، في رحلته الثانية قبل خمسة قرون. قديما كانت معقلا ملكيا تهيمن عليه المصالح الزراعية وتربية الماشية، قبل أن تتحول اليوم إلى عاصمة الفواكه الاستوائية وإحدى قلاع صناعة وتصدير السيارات، ورغم أن أحد عيوبها ارتفاع معدل الجريمة، إلا أنها فخورة بولادة العازف الفنان جواو جيلبيرتو ومدافع برشلونة داني ألفيش.



قضى بيتروس سنوات مراهقته بين جدران نادي فيتوريا، دون أن يحصل على فرصة واحدة، وترك مسقط رأسه قبل بلوغه 20 عاما، أملا في اللعب مع فلومنينسي، ورغم استمرار معاناته، إلا أنه كان محظوظا بمقابلة أليتون هيدروسونداس الذي يعتبره الأب الروحي، بعد أن أشركه مع فريق "بوا سبورت" مطلع 2011، فيما ضرب أول موعد له مع قضايا الرأي العام، حينما اعتدى على الحكم رافائيل كلاوس عمدا، في مباراة كورنثيانز وسانتوس أغسطس 2014. تلك الواقعة أوقفته 180 يوما، لكن بعدها اعتذر قائلا: "أشعر أنني مجرم وينتابني السوء حقا، لن أفعل ذلك أبدا، صدقوني أنا لست قاطع طريق". لاحقا خففت العقوبة إلى 3 مباريات فقط.



بعد انتقاله إلى ريال بيتيس صيف 2015، مقابل 1.5 مليون يورو، سجل ظهوره الأول أمام ريال مدريد في ملعبه سانتياجو بيرنابيو، حيث شارك كبديل في آخر 10 دقائق وقتها كانت النتيجة تأخر فريقه الأخضر 5-صفر، مع ذلك، كان حديث الصحافة الإسبانية هناك، إثر تدخله القوي ضد النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، بينما في ظهوره الثاني طُرد أمام ريال سوسييداد، لحصوله على بطاقتين صفراوين في غضون 3 دقائق، لدرجة أن مشجعا يدعى روبرتو دومينيجيز وصف مشاعره لشبكة "إستاديو ديبورتيفو" قائلا: "نريد 10 آخرين مثل بيتروس وسنفوز بكأس الليجا". أما صحيفة "ماركا" فمدحته بلقب سارق الكرة وروح بيتيس، نظرا لقتاليته وشعبيته الجارفة في الإقليم الأندلسي.



على نقيض شخصيته المثيرة، يعرف عن النجم البالغ 31 عاما، بامتلاكه قلبا كبيرا يمد العون للفقراء والأطفال، وعلى سبيل المثال جمع بنفسه تبرعات لمستشفى الخلايا الجذعية في جوازيرو، وشوهد في يناير 2020 يوزع الطعام والصدقات على فقراء مؤسسة تيامو الخيرية، فضلا عن تعاونه مع مركز أجابي لعلاج الأطفال ومدمني المخدرات، ومساهمته في إطعام 3000 أسرة فقيرة خلال أعياد بلدية موريسيو دياس، ومؤخرا اتفق مع وزير الأشغال والتنمية أندرسون ألفيس، على شراكة لتجديد كرة القدم أملا في تحقيق حلمه بتدشين مؤسسة غير ربحية تساعد الأطفال على اكتشاف مواهبهم في الرياضة، بدلا من إدمان المخدرات وإبقاء نسبة الجريمة في أعلى معدلاتها بولاية باهيا.



حينما وصل بيتروس إلى الرياض منتصف 2018، دخل سريعا في قلوب المشجعين النصراويين، بفضل ذكائه وخبثه الرياضي، لم يكن يتوقع أحدا بأن صاحب القميص رقم (6) سيثير كومة مشاكل لا نهاية لها، بداية بقصة الحذاء، مرورا بمطالبته رئيس الشباب خالد البلطان السكوت واحترام بطل الدوري، مع دفعه مهاجم الرائد السهلي، وانفعاله الشديد تجاه إداريي نادي الاتحاد، كما دخل في مشاداة كلامية مع البليهي، وجدلية إصابة سلمان الفرج ، وانتهاء بمساهمته في توزيع 6 بطاقات صفراء على الهلاليين، وأيضا طرد مدير الكرة سعود كريري ضمن ديربي العاصمة الأخير.



في تفاصيل حياته اليومية، يقضي بيتروس معظم وقته مع زوجته عارضة الأزياء إيريكا كويلو، في مجمع النخلة السكني، يحب تناول المشويات ويطلب أحيانا طبق المعصوب المكون من الموز والعسل والقشطة، وخلال العطلة الأسبوعية يغادر مع أصدقائه اللاعبين مايكون وبيتي مارتينيز -وسابقا برونو أوفيني-، برفقة الشاب السعودي سعد السهلي. آخر الرحلات كانت بمنطقة صحراوية خلف المزاحمية، حيث ركب الجميع الدبابات بغرض التطعيس. وحينما ينتهي وقت المرح فإنه يغادر إلى النادي بواسطة جيب شيروكي أسود، وكثيرا ما يتحدث مع زميليه عبدالإله العمري وعبدالرحمن العبيد حول النواحي الفنية والتكتيكية، وبحسب شهود فإنه أكثر ما أسعده الفوز بكأس السوبر أمام التعاون، وأكثر ما آلمه تعادل ضمك 2-2 في افتتاحية ملعب مرسول بارك.



يعتبر النجم البرازيلي نفسه متدينا، حيث يرفع يديه إلى السماء قبل المباريات، طالبا الفوز والغفران لا سيما وأنه يشعر بالرعب من ذكريات طائرة كورنثيانز التي كادت أن تسقط في طريق العودة من كولومبيا، في المقابل يعجبه لعب الإسباني إنييستا ويتخذ الألماني شفاينشتايجر قدوة له، أيضا لا ينسى كيف بعثر الأرجنتيني ميسي على طريقة القبعة، وتعد إحدى أمنياته البسيطة إسعاد والديه بعد تقبلهما تأجيل دراسته الجامعية في كلية إدارة الأعمال، بينما يرغب باستثمار ثروته البالغة 10 ملايين دولار في مشاريع عقارية واعدة، فهل ينجح بيتروس في إنقاذ مشروع السويلم بعد أن تصدع بقيادة الدكتور السويكت.