الفكر التدريبي
في كل سبت.. يختار صالح المطلق المدرب السعودي نجم الأسبوع الكروي.. يأتي النجم لاعبًا أو مدربًا.. يضع رؤيته الفنية مدعمة بالأرقام والأسباب التي جعلت من الضوء يذهب إلى نجم الأسبوع.
مع اقتراب نهاية الدوري، يبدأ السؤال وتكثر الآراء حول العديد من الأمور الفنية، فهناك من يتوقف عند أحقية من فاز بالدوري، ومن أفضل لاعب، وكم عدد الأهداف، ومن استفاد من المحترفين الأجانب، وما جدوى استمرار الحكم المحلي، والحقيقة أن هذا الطرح لا يتوقف عند حد معين أو عند وجهة نظر واحدة يتفق عليها الجميع.
من خلال ما يحدث في كل أنحاء العالم وخاصة في قارة أوروبا يتجه معظم المدربين إلى التجديد في القرارات والأفكار الفنية والبعد عن كل ما هو قديم ومكرر ودون أي فائدة أو مردود أو لمسة خاصة تنعكس على أداء اللاعب والمستوى العام للعبة، فمنهم من نجح في إعادة فكرة “اللاعب ذو المهام المتعددة والمهاجم الوهمي”، ومنهم من جعل الضغط ومحاولة استرجاع الكرة في ملعب الفريق المنافس وفي أقل من خمس ثوان أسلوب لعب خاص وجذاب لتحقيق النتائج والبطولات، ومنهم من اعتمد اللعب المباشر وتفعيل دور الأجنحة دفاعًا وهجومًا ومشاركة حارس المرمى في بناء الهجمة أو كآخر لاعب في خط الدفاع ومع استمرار فكرة الاستحواذ أو دفاع المنطقة إلا أن مسألة الارتداد السريع واستغلال عامل المساحة والوقت والقوة في الأداء والصلابة الذهنية أصبحت من الثوابت والعناصر المشتركة بين أغلب الأندية وأشهر المدربين في العالم. في دورينا العديد من الأسماء المحلية الواعدة والجاهزة للإبداع، وفي كل نادٍ مجموعة كبيرة من المحترفين الأجانب أصحاب المستويات الفنية الرائعة والخبرة الواسعة، ومع هذا الخليط واختلاف التنوع بين أصحاب الخبرة واندفاع حماس الشباب تأتي الفرصة والمجال المفتوح لأي مدير فني حتى يبدعه في التكتيك وإضافة لمسة واضحة على تطوير الأداء الفردي والجماعي والمساهمة في صناعة كرة قدم مليانة من الأفكار الفنية الحديثة والجذابة، والحقيقة أن شيء من هذا لم يحدث ولا يوجد من بين المدربين ومختلف المدارس الكروية أي فكرة فنية جديدة تستحق الإشادة، فالغالبية تعتمد التكتل والتراجع المستمر لإغلاق المساحات الخلفية وإضاعة الوقت وانتظار الهجمات المرتدة والمجهود الفردي لتحقيق الفوز، ولاشك أن مثل هذه النوعية من المدربين لا يمكن تساعد على ارتفاع القيمة الفنية أو التطوير المنتظر لدوري صُرف وبُذل عليه الكثير من المجهود والأموال، والخلاصة أن الدرجة التي يستحقها مدربو الدوري هي صفر من عشرة، إذا توقفنا عند الأفكار والبصمة الفنية الواضحة، وتجربة القادسية مع المناعي هي مثال جيد لنجاح التخطيط، وقد سبق أن حدثت في عدة مواسم سابقة ومع أكثر من نادٍ، ولكنها ليست إحدى الظواهر الفنية الجريئة والخاصة.