منتخب السودان.. استعادة هيبة إفريقية
يقف المنتخب السوداني الأول لكرة القدم «صقور الجديان» على إرث ضارب في جذور قارة إفريقيا، حيث كان من أوائل المنتخبات التي شاركت في النسخة الأولى من بطولة كأس إفريقيا 1957، ونال المركز الثالث، ثم حقق وصافة البطولة في النسختين الثانية والرابعة، قبل أن يحقق اللقب في النسخة السابعة 1970، ليحجز مقعداً مبكراً ضمن 13 منتخب توج باللقب، لتأتي عودته إلى النهائيات الإفريقية المرتقبة في الكاميرون لتمثل المرة التاسعة في تاريخ مشاركاته.
ويأمل عشاق الكرة في السودان أن تكون عودة "صقور الجديان" إلى نهائيات أمم إفريقيا التي تستضيفها الكاميرون أوائل العام المقبل بداية العودة لمنتخبهم إلى سابق عهده، لاسيما وأن التأهل للنسخة 33 من "كان" جاءت بعد منافسة شرسة بعد أن أوقعتهم القرعة مع منتخبات من العيار الثقيل كما هو الحال مع منتخبي غانا وجنوب إفريقيا، حيث جاءت تصنيف المنتخب السوداني ثالثاً في المجموعة الثالثة التي ضمت إلى جانبه منتخبات "غانا، جنوب إفريقيا وساتوميه برنسيب".
وقبل خوض غمار التصفيات بدأت مهمة التأهل يحفها صعوبة عطفاً على مستويات الفريق ونتائجه في التصفيات الإفريقية المحلية لبطولة "شان" التي غادرها الفريق ووسط سخط الجماهير السودانية لضعف المستوى، لتتم الإطاحة بالكرواتي زدرافكو لوجاروشيتش من تدريب الفريق بعد جولتين من انطلاقة التصفيات، حيث كسب الأولى برباعية أمام ساتوميه برنسيب، وخسر الثانية أمام جنوب إفريقيا بهدف دون رد في جوهانسبيرج، ويتولى المهمة الفرنسي هوبير فيلود، نهاية يناير الماضي.
ومع قدوم المدرب الفرنسي بدأ أداء المنتخب السوداني في تطور متصاعد خاصة مع اعتماد المدرب على عناصر فريقي الهلال والمريخ الذين يمثلون غالبية لاعبي المنتخب مستفيداً من مشاركتهم المستمرة في دوري أبطال إفريقيا، وفي الجولة الثالثة خسر في غانا 1-2 وعاد ليكسب في الخرطوم 1-0 لحساب الجولة الرابعة برأسية محمد عبدالرحمن في الوقت القاتل لتنتعش حظوظ السودان في التأهل بعد حصده 6 نقاط من 4 جولات.
وكانت مواجهة ساتوميه برنسيب خارج الخرطوم لحساب الجولة الخامسة بمثابة التحدي لـ"صقور الجديان" للعودة بنقاط المباراة من أجل الإبقاء على حظوظهم في خطف بطاقة التأهل وكان لهم ما أرداوا بالفوز بثنائية محمد عبدالرحمن وسيف تيري، لتبقى مواجهة جنوب إفريقيا في الجولة الأخيرة مباراة "طريق واحد" الفوز ولا شيء غيره للعبور إلى النهائيات الإفريقية بعد غياب 4 نسخ، ليحقق «صقور الجديان» فوزاً تاريخياُ 2-0 على ملعب نادي الهلال "الجوهرة الزرقاء"، ويتأهلهم إلى النهائيات الإفريقية في الكاميرون حاملين معهم أحلام السودانيين في عودة منتخبهم إلى عهده الذهبي واستعادة هيبته الإفريقية.