|


رياض المسلم
لمشاهير «السوشال»: ماذا تركتم لـ«الراحل»؟!
2021-04-17
لم أكن أعرف الكثير عن الكاتب والروائي الراحل الدكتور عبد الرحمن الوابلي قبل أن يظهر تاريخه مرصعًا بالذهب في برنامج “الراحل” الذي تبثه قناة روتانا خليجية، فاختزلت معرفتي به في كونه كتب مسلسل “العاصوف” وبعض حلقات “طاش”..
أسرة الكاتب الكبير وزملاؤه وأصدقاؤه تحدثوا عن أثره ومآثره، وسيرته ومسيرته، فكان بالفعل رجلًا سابق زمانه بمراحل، وترك إرثًا كبيرًا لأهل الأدب والثقافة، وناقش قضايا تهم المجتمع وطرحها بكل شفافية في مقالاته وكتبه وترجمها على الشاشة..
أكاد أجزم بأن الكثير لا يعرفون من هو عبد الرحمن الوابلي، أو على الأقل لم يطلعوا على مسيرته، ولأن التاريخ لا يغادره من مروا عليه فلقد حفظ بأن “الدكتور الراحل” كان سيلًا من الفكر والثقافة، ودوّن إسهاماته في خدمة وطنه من خلال مجالات عدة..
رحل الوابلي ولكن أعماله خالدة، وشخصيته باقية، وروحه تجلت في عطائه.. أسرته خرجت في البرنامج تتحدث عنه بفخر واعتزاز وأصدقاؤه يتباهون بصحبته وزملاؤه تأثروا بتفوقه فانعكس عليهم..
خلال متابعتي للحلقة والاستمتاع بكل ما قدم الضيف الراحل وتصفح تاريخه الناصع، تذكرت ما يفعله الكثير من “مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي” ممن ملؤوا “السوشال ميديا” تفاهة وحماقة وجمعوا من المشاهدين بالملايين فاعتقدوا أنهم نجوم لكن ضوءهم لا يراه سوى “الفارغون”.. هؤلاء المشاهير أو بالأصح “مهرجيّ السوشال” حيّروا حتى التاريخ في تصنيف لهم، ولطخوا صفحاته قبل أن يدخلوها..
عند رحيلهم، لن يذكر التاريخ عدد “اللايكات”، ولن يتباهى أهاليهم بـ”الرتويت”، ولن يستفيد المجتمع بمجموع “المشاهدات”.. كلها أرقام وهمية من المعيب ذكرها في خانة الإنجازات كما يفعلون..
الفرصة لا تزال أمامهم قائمة في تغيير مسارهم وتحويله من “التفاهة” إلى “الفائدة”، ويخلدوا أعمالًا يفتخر بها وطنهم وأهاليهم والمجتمع وإذا لم يكونوا قادرون على دخول التاريخ فعلى الأقل لا يفسدوا الحاضر والمستقبل، ويعبثوا في الجغرافيا وينثروا الحماقة.