أين المحور المطلوب؟
في كل سبت.. يختار صالح المطلق المدرب السعودي نجم الأسبوع الكروي.. يأتي النجم لاعبًا أو مدربًا.. يضع رؤيته الفنية مدعمة بالأرقام والأسباب التي جعلت من الضوء يذهب إلى نجم الأسبوع.
الضغط على المحور أحد أهم التعليمات الفنية الحاسمة لمحاولة خطف هدف واستغلال انكشاف العمق الدفاعي، والسبب أن أغلب من يلعب في هذا المركز يتسلم التمريرة ووجه لمرماه وظهره للاعب المنافس، وهذا يحفز ويساعد على مسألة الضغط خاصة في مرحلة بناء الهجمة، وتوسيع مساحة اللعب، وتباعد الخطوط، والمتابع للكثير من المدربين في هذا الموسم يلاحظ مدى اعتمادهم وبشكل واضح ومتكرر لهذا الأسلوب، وخاصة أمام الفرق الكبيرة مثل الهلال والنصر، فالشكل العام لخطة اللعب هو دفاع المنطقة والتراجع للخلف، أما محاولة الفوز وتسجيل الأهداف فهي عن طريق الهجمة المرتدة أو الضغط على لاعب الارتكاز، ومن هنا يبرز السؤال عن خصائص ونوعية لاعب المحور، وهل في الدوري من اللاعبين المحليين من يملك جميع أو أغلب صفات المحور المتكامل والقادر على تطبيق جميع المهام الدفاعية والهجومية.
أهم ما يميز لاعب المحور هو نكران الذات، والاستمتاع باللعب، وتطبيق التعليمات الفنية حتى وإن لم يسجل هدفًا أو يُذكر كأحد نجوم المباراة، كما أنه أكثر اللاعبين قدرة على اتخاذ القرار والتحكم بإدارة الملعب، والرؤية الخاصة، والدقة العالية في التمرير، وافتكاك واسترجاع الكرة، وسرعة الارتداد، وبكل تأكيد أن اللياقة البدنية العالية، وقوة التحمل، وصلابة المواجهات الفردية هي أيضا من أهم شروط ومعايير ظهور ونجاح أفضل من يلعب في هذا المركز مثل لوكا مودريتش وتشافي هيرنانديز وألكانتارا ودي بروين وتوني كروس وكاسيميرو وكانتي، وللمدرب الإسباني المشهور ديل بوسكي وصف رائع ومعبر عمّن هو المحور المتكامل عندما قال إنك قد لا تشاهد بوسكيتس في المباراة، ولكنك تشاهد المباراة من خلال بوسكيتس، لقد تداخلت المهام وتعددت الأدوار في كرة القدم الحديثة، وأصبح هناك محور ثابت وآخر متحرك، والمطلوب هو المحور المتكامل وصاحب كل الأدوار، وهذا غير موجود في دورينا، لا في المحترفين الأجانب، ولا في اللاعب المحلي.