|


إبراهيم بكري
الجماهير محفزة أم متشنجة
2021-05-18
بدءًا من الجولة الـ 28 من دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين تعود الجماهير إلى الملاعب السعودية، ويستطيع المشجع أن يقول كل شيء داخله للاعب الفريق الذي يشجعه بدون أي حواجز، عادت الحياة إلى المدرجات من جديد بعد غيابهم عن الملاعب منذ 7 مارس 2020.
دراسة حالة تأثير الجماهير على ملاعب كرة القدم لا يمكن حصرها فقط على الناحية الاقتصادية، بل هناك العديد من العوامل الأخرى التي فقدت معها المستديرة جمالها.
‏عندما يصعد الممثل على خشبة المسرح وتفتح الستارة يتحمس عندما يشاهد أمامه جماهير الفن، والأمر نفسه في الملاعب، يحتاج لاعب كرة القدم إلى جماهير تشجعه وتسانده.
فترة غياب المشجعين عن الملاعب كان الضرر في ذلك ‏على الفرق الجماهيرية التي اعتادت مؤازرة مشجعيها في جميع مبارياتها ‏للضغط على الخصوم نفسيًا، ولم يكن هناك أي تأثير على الفرق غير الجماهيرية التي لا يوجد لها شعبية كبيرة.
في 29 مايو 2020 تحت عنوان: “عودة الجماهير للملاعب باستراتيجية الصلاة” في هذه الزاوية بالنص:
“نحتاج في السعودية أن نفكر خارج الصندوق ونبتكر فكرة جديدة لدعم الأندية ماديًا، السبب الرئيسي من منع حضور الجماهير للملاعب في ظل الأعداد الكبيرة لا يمكن تطبيق التباعد الاجتماعي”.
أقترح على رابطة الدوري السعودي للمحترفين والاتحاد السعودي لكرة القدم أن يدرسا هذه الفكرة بأن يستفيدوا من تجربة المسجد الحرام والمسجد النبوي في تطبيق التباعد الاجتماعي بين المصلين، وأن يكون في مدرجات الملاعب تباعد اجتماعي”.
لا يبقى إلا أن أقول:
داخل كل مشجع كثير من المشاعر يحتاج أن يبوح بها للاعبين، مهما كانت مواقع التواصل الاجتماعي أسرع في الانتشار فإنها تبقى عاجزة أن تصف مشاعر مشجع غاضب في مدرج أو جماهير تعيش فرحة الفوز بالمباراة أو البطولة.
صراخ المشجع من المدرج لا يحتاج أي واسطة بينه وبين اللاعبين في المستطيل الأخضر، سيسمعه اللاعب ليدرك أن جماهير فريقه راضية عنه أم ساخطة.
لا يمكن التنبؤ بالحالة النفسية للجماهير بعد ابتعادها عن الملاعب لفترة طويلة، قد تكون متحمسة لمؤازرة فريقها أو متشنجة لأنها تنتظر الفرصة منذ فترة طويلة لمحاسبة اللاعبين على تقصيرهم.
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصحيفتنا “الرياضية”.. وأنت كما أنت جميل بروحك وشكرًا لك.