|


رياض المسلم
رئيس الفيصلي ورؤساء «البراشوت»
2021-05-28
في السنوات الأخيرة، ابتلي الوسط الرياضي بشخصيات جلست على أهم المقاعد في الأندية، ومنحت سلطة تنفيذية وتشريعية وقادوا إدارات رياضية وهم لا يملكون أي خبرة، فلم يدخلوا الملاعب من أبوابها العتيقة بل هبطوا إليها بـ”البراشوت”.
في السابق لم يكن هؤلاء يتجرؤون في المنافسة على كرسي الرئاسة، فلن يتقبلهم الوسط الرياضي، ولن يوافق أعضاء الشرف أو الجمعية العمومية على ترشيح أشخاص يقودون سفن الأندية وهم لا يملكون بوصلة.
المتتبع لحال الإدارات في بعض من الأندية الكبيرة يشاهد هذا النوع من الرؤساء “الدخلاء” على عائلة الرياضة ممن لم نسمع عنهم مطلقًا، وفجأة يمسكون بدفة السفن ويبحرون بها في الظلمات، ولأن السفينة كبيرة ومهيأة لردع القراصنة ولطم الأمواج فإنها ستصل إلى الميناء بسلام كونها اعتادت على ذلك، وليس للقائد عديم الخبرة دور في ذلك، فهناك رجال على سطحها قادرون على تصحيح الأخطاء وشاهدنا ذلك في أندية كبرى، ومنها ما على سبيل المثال ما حدث من رئيس الهلال في هذا الموسم، عموما.. لا يمكن ان نقارن هؤلاء بمن يصنع السفينة ويقودها بنفسه وفكره إلى أرض الذهب..
هنا تشكل نوعان من الرؤساء في الأندية، الأول: رؤساء يحملون النادي على ظهورهم ليصلوا به إلى الإنجاز، والثاني: رؤساء يحملهم النادي على ظهره ليصل بهم إلى الهدف ذاته، والفارق كبير ولكن من يقيّم العمل في حال الفوز فله ألف أب.
حال بعض رؤساء الأندية الكبيرة ينطبق على النوع الثاني.. أما الأول فيتمثل في فهد المدلج رئيس نادي الفيصلي الذي يكمل قريبا عامه الـ24 في رئاسة النادي فلقد صعد به من دوري الثانية إلى الأولى فالممتاز وقارع أندية تفوقه عدة وعتادًا وخطف منهم أغلى الكؤوس كأس خادم الحرمين الشريفين بأقل الإمكانات البشرية والمادية والإعلامية.
أبو نورة ولو سمح لنا تسميته باسم ابنته التي عرفت بوجه الخير لنادي أبيها، هو ابن الوسط الرياضي، ويعرف كل شاردة وواردة، وكم كنت أتمنى أن يخوض أحد رؤساء “البراشوت” تجربة مماثلة في نادي الفيصلي، فنعم سيدخل من الباب العريض لكنه سرعان ما سيخرج قبل أن يغلق.
لست ضد دخول أسماء جدد في الوسط الرياضي ولكن بالتدرج وكسب الخبرة كما هو الحال للاعب والمدرب، ولا يختاروا كرسي الرئاسة منذ البداية وهم لا يعرفون من الرياضة إلا ألوانها ولم يذوقوا طعمها.
الأندية الكبيرة يجب أن يرفع أعضاء شرفها وعموميتها من جدارها ولا يسمحوا بمرور رئيس لا يملك الخبرة أو الدهاء الرياضي.