|


تركي السهلي
انتصار التاريخ
2021-06-19
وانتصر تاريخ كرة القدم السعودية أخيرًا. أهمل كل محاولات الفوضى والتغييب والمصالح الضيّقة والمماحكات الفارغة وتمسّك بتدوين مسابقات السعودية الكُروية منذ أن تأسّس الاتحاد السعودي وأصبح عضوًا في الاتحاد الدولي لكُرة القدم في العام 1956م.
سقط المُحرّض المرُتمي في حضنٍ واحد الدافع بالمؤسسة المعنية إلى شطب تواريخ أندية وشخوص وحُقب تاريخية من أجل البقاء في دائرة من يتقرّب لهم ويرقص على طاولة موائدهم طمعًا في إرضائهم لا إرضاء تاريخنا العريق. وصل صوت الحق وسُمِع وأًخِذ به وبدأت مرحلة إنصاف كُبرى لا ظلم فيها لأحد. أهلًا بكل صاحب حق الآن وأهلًا بالأرقام والتدوين المُنصف المبني على معايير الأرشفة الدولية ووفق إجراءات واضحة للجميع لا لبس فيها ولا تزييف.
إن تاريخنا العريق المار بسلسلة طويلة تمتد لأكثر من ستين عامًا لم يكن مجرّد مُدّد زمنية عابرة خالية من رجالها ووقائعها وبطولاتها. ولم يكن حالة يسهل طمسها وإخفاء أوراقها وتجاوز تداعياتها وشواهدها من أجل هذا النادي أو ذاك. ولم يكن رغبة صغيرة جدًا يدفعها شخص مأزوم، بل كان عالمًا ناصعًا لنا وسيرة لها الإجلال والافتخار لأنها شملت مدننا ولاعبينا ورجالنا وأهازيجنا وألواننا وامتدادنا الذي لا نهاية لقصصه. لقد كُنّا في الرحلة كلنا ومررنا بالشغف من بدايته وبتصدير هويتنا للمحيط والإقليم. لقد حملنا طوال مسيرتنا الورقة والقلم والصحيفة واستمعنا للمذياع وتحلّقنا حول التلفاز كسعوديين لنا طابعنا الخاص وصدحنا بأغانينا في الملاعب والمسارح والمدارس والساحات والميادين. إنها مرحلة فاصلة التي نعيشها الآن بكل ما فيها من عزم ووضوح وإحقاق حق وتشريعات وأنظمة. ولم أفهم رغم هذا كُلّه، ومع شمول الاتساع للأطراف كُلّها، أن يأتي “مدّعٍ فارغ” ليلغي حقيقتنا الظاهرة، فقط لأنه يمتلك منبرًا عامًّا أحاله لصوت خاص لرغباته وجهله وحماقاته التي لا تنتهي وهو المسكون بالمنفعة الشخصية والقافز بالأسلوب القديم وخالط الأوراق دون اهتداء وعقل نيّر. لقد وقف ياسر المسحل كرئيس لمجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم على منطقة البياض، ويجب أن يكون معه بالضرورة في ذات المنطقة إبراهيم القاسم أمين عام الاتحاد وكل الأعضاء ورئيس رابطة الأندية والاشتغال وفق أمانة تدوين التاريخ لا الخروج الفضائي مع قتل الرغبة في ذهن الغريب على المهنة وقواعدها الرفيعة وأصولها المُحترمة. لقد أثبتت الأيام أن المنهج السليم الخالي من الأهواء المنحاز دومًا للحقيقة سينتصر في نهاية المطاف، ولن يهزمه محدود فكر وخائف من نور.