|


رياض المسلم
المعسكرات الخارجية.. ترف أم ترفين؟
2021-07-16
ابتُليَ الوسط الرياضي بأشخاص سنّوا سننًا مع مرور الزمن تحولت إلى أنظمة وقوانين، رغم أنه لا يوجد أي مرجعية لها لكن فقط دوّنت تحت بند “تعودنا على كذا من زمان”، والكثير منها غير صحيحة ولا تتناسب مع زمننا الراهن والقفزات الكبرى في عالم كرة القدم التي بات العلم يحكمها أكثر من الموهبة.
من بين تلك العادات القديمة التي يعمل بها الغالبية من مسيّري الأندية السعودية إلى يومنا هذا ولا يعرفون الفائدة الحقيقية منها “المعسكرات الخارجية” التي تقام في بداية كل موسم استعدادًا لخوض منافسات الموسم الكروي، وعندما تسأل أحدهم عن السبب وراء قطع تذاكر سفر بعثة الفريق إلى القارة العجوز؟ يجيبك بأنه طلبٌ من الجهاز الفني، علمًا بأنه لم يتعاقد بعد مع أي مدرب!
المعسكرات الخارجية ليست شرط نجاح الأندية في الموسم، ولا علاقة لها من قريب أو بعيد بذلك، وإلا لما حققت أندية عدة بطولات وهي لم تتخطَ حدود الوطن في تحضيرات الموسم، والشواهد عدة ومحفوظة في التاريخ الكروي.
حضرتُ معسكرات خارجية قبل أعوام عدة، وصدمتُ مما شاهدت.. الطباخ هو أهم رجل في البعثة، فلو تعرض إلى وعكة صحية تأزم حال أفرادها، والعشب الطبيعي أمام الفندق بات ملعبًا.. والغابات أضحت المكان الأمثل لرفع اللياقة البدنية.. والغرف غير مريحة والمعدات قديمة، ورغم ذلك تجد المسؤول عن البعثة يبتسم أمام عدسات كاميرات المركز الإعلامي، ويتباهى بهندامه “الكاجول”.
صور عدة تصلنا متشابهة من معسكرات الكثير من الأندية السعودية في الخارج، الترف هو العنوان الأبرز.. ولا يوجد صورة تجعل العين تندم على أنها رفّت.. وحتى المباريات التجريبية التي تلعب في معسكرات الأندية الخارجية الغالبية منها مضحك.. في أحد المعسكرات سألت أحد المسؤولين عن سبب اختيار الدولة الأوروبية والمدينة بالتحديد؟ فأجاب بأنها مسقط رأس المدرب!
إذًا بالإمكان إقامة معسكرات داخلية تفوق الخارجية، لكن السؤال: كيف يتم ذلك؟
الإجابة على هذا السؤال بيد الجهات المختصة عن السياحة والرياضة والترفيه، وقبل ذلك رجال الأعمال بأن يتم توفير بيئة مناسبة لإقامة معسكرات داخلية في المناطق الجنوبية، فهناك قرى ومحافظات ومراكز مهيأة مناخيًا لهذا الغرض وطقسها مشابه لأوروبا.
السعودية الآن باتت وجهة عالمية في كافة المجالات ومقصد السياح ورجال الأعمال، والفرص أصبحت متاحة، ونشهد التطور اللافت لوزراتي السياحة والرياضة، ونتمنى مستقبلًا إطلاق مبادرة حقيقية لجذب الأندية المحلية للمعسكرات الداخلية، وتكون انطلاقتهم من حيث توقفت المعسكرات الخارجية.