|


أحمد الحامد⁩
العالم الذي نعيش فيه
2021-07-20
مقال اليوم من بعض ما نشرته الوكالات العالمية. أعتقد أن أكثر شخص لا يتعاطف الناس معه هو المتذاكي الذي يظن بأنه الأذكى، وقد يكون المتذاكي ذكياً، لكن طمعه في أن يكون أذكى هو من يكشفه ويوقعه في شر تذاكيه، ومثل هؤلاء يفقدون التعاطف ولا يتفهمهم أحد.
في الولايات المتحدة طلب موظفو فرع من فروع الوجبات السريعة أن يزيدوا عدد الموظفين لكثرة الزبائن، لكن المدير الأعلى تجاهل طلبهم، لأنه تذاكى وقال: طالما أنهم استطاعوا أن يديروا العمل ويخدموا الزبائن طيلة الشهور الماضية، فلماذا نمدهم بالموظفين الجدد الذين سندفع لهم من الأرباح؟ لكن موظفي الفرع وبعد طول انتظار، قرروا أن يخرجوه من الزهو الذي كان فيه، لأنهم قدموا استقالة جماعية بما فيهم مسؤول الفرع، وغادروا في توقيت واحد وكتبوا على اللوحة الخارجية “لقد استقلنا جميعاً، نأسف للازعاج” تاركين المدير المتذاكي في ورطة كبيرة.
مشكلة بعض المدراء في الشركات التي تقدم الخدمات أنهم ينسون بأن أساس عملهم هو تقديم الخدمة، وأنهم مدراء لإدارة العمل الذي يوصل للخدمة المتميزة، ويعرضون شركتهم إلى خطر الفشل والإفلاس، خصوصاً أمام منافس جديد يعرف بأن أساس النجاح هو تقديم خدمة متميزة. بعض المدراء الجدد يحاولون أن يتذاكوا بمجرد تقلدهم المنصب، وأول قرار يتخذونه هو تخفيض عدد الموظفين لتقليل التكاليف، ويسندون عدة أعمال على موظف واحد، يفرح مالك الشركة عندما يقول له المدير الجديد بأنه خفض التكلفة، ثم يتفاجأ بعد مدة أن ذلك التخفيض جاء على حساب جودة العمل!
ـ سبق وكتبت بأن وظيفة مقدمي البرامج في طريقها للزوال، لأن التقنية في السنوات الأخيرة صارت تلغي العديد من الوظائف البشرية، أما البدلاء فهم الروبوتات، الخبر التقني الجديد أن مصير الطباخين أيضاً يشبه مصير مقدمي البرامج. في باريس افتتح ثاني مطعم يقدم البيتزا اللذيذة التي يعدها روبوت، ومن مواصفاته أنه يعد 80 شطيرة بيتزا في ساعة واحدة، كل ما عليك هو أن تختار نوع البيتزا التي تريدها وسيقوم الروبوت بإعدادها كاملة دون تدخل بشري. أنا متعاطف مع الطباخين، وأرجو أن لا ينزعجوا من كلمة “طباخين” لأنهم يفضلون أن يقال عن الطباخ “شيف” لأنها أشيّك. لا يهم الآن ماهو الاسم المناسب، لأنهم سيفقدون هذه الوظيفة، ولأنني متعاطف معهم وأشعر بالقلق الذي يشعرون به لأنني قلقت قبلهم، أود أن أقول لهم إن التقنية قد تلغي بعض الوظائف لكنها تصنع وظائف جديدة. آمل أن لا تحضر إدارة “الرياضية” روبوتاً يكتب المقالات، تذكروا بأنه معرض للعطل، بالمناسبة أنا أعرف كيف أصلح الروبوتات!.