|


نبيه ساعاتي
نحن والأولمبياد تاريخ وتطلعات
2021-07-21
الألعاب الأولمبية عرفت أولًا في أولمبيا باليونان بين القرن الثامن قبل الميلاد، والقرن الرابع للميلاد، وسط طقوس وخزعبلات دينية، حتى أمر الإمبراطور الروماني ثيودوسيوس بإلغائها بهدف ترسيخ الديانة المسيحية على حساب كل الممارسات الدينية الأخرى، التي كانت تمارس حينها، بما فيها الألعاب الأولمبية.
وفي عام 1894م أعاد الفرنسي بيير دي كوبرتان الألعاب الأولمبية عندما أسس اللجنة الأولمبية الدولية بهدف تعزيز الصداقة بين الشعوب، ونشر روح التفاهم والاحترام المتبادل بين الدول من خلال الأنشطة الرياضية، هذه اللجنة قامت تاليًا بتنظيم دورة الألعاب الأولمبية الحديثة في عام 1896م في أثينا باليونان، ومن ثم انطلقت الألعاب الأولمبية مجددًا حتى يومنا الراهن، وسط تعديلات وتغييرات متلاحقة، وإضافة ألعاب، واستبعاد أخرى.
أما اللجنة الأولمبية السعودية فلقد تأسست في عام 1384هـ، الموافق 1964م، وحصلت على اعتراف اللجنة الأولمبية الدولية بعدها بعام واحد، أي في عام 1385هـ، الموافق 1965م، وبدأت مشاركاتها إداريًا في عام 1968 بمكسيكو، في حين كانت المشاركات الرياضية في عام 1972م بميونيخ.
وحقق الرياضيون السعوديون، خلال مشاركاتهم في الأولمبياد، ثلاث ميداليات فقط، عن طريق هادي صوعان وخالد العيد وفريق قفز الحواجز، وهو بواقعية رقم لا يرقى إلى مستوى التطلعات، ولا يليق بالدعم الكبير، الذي تحظى به الأنشطة الرياضية السعودية. والأمل في أن تكون مشاركتنا في أولمبياد طوكيو 2020 أكثر فاعلية، على اعتبار أن السعودية تشارك بأكبر بعثة في تاريخ مشاركاتها في الأولمبياد، حيث تنافس في تسع ألعاب، وهي السباحة وتنس الطاولة والتجديف والرماية ورفع الأثقال والكاراتيه والجودو وألعاب القوى، إضافة إلى كرة القدم، التي وقعت للأسف في مجموعة لا تحسد عليها، تضم البرازيل وألمانيا، إضافة إلى ساحل العاج، ورغم ذلك يبقى باب الأمل مفتوحًا، وتبقى ثقتنا كبيرة في نجومنا لأن يضيفوا إنجازات جديدة باسم الوطن.
وللمستقبل أقول: من المفترض أن يكون هناك تخطيط استراتيجي لتأهيل اللاعبين السعوديين للحصول على الميداليات بأنواعها وألوانها المختلفة، في جانب قصير المدى، بحيث يتم التركيز فيه على تنمية قدرات أبطالنا الحاليين، عبر الاحتكاك والتحفيز والتدريب رفيع المستوى، وفي آخر بعيد المدى، يبدأ بالاهتمام بالرياضة المدرسية، ويمتد إلى ابتعاث الموهوبين في سن مبكرة إلى دول متخصصة في صناعة النجوم، حتى يتدربوا على أيدي مدربين يتمتعون بالخبرة، تمهيدًا للوصول إلى الأرقام، التي تؤهلهم للمنافسة، مع أهمية التركيز على الألعاب الفردية.
أضحى مبارك وكل عام وأنتم بخير