|


حسن عبد القادر
الدكتور داخل.. وأخضرنا الأولمبي
2021-07-22
قبل سنوات التقيت بالدكتور داخل الحارثي الذي أمضى عشرين سنة تقريبًا ما بين الدراسة والمعيشة في أمريكا، كان حديثنا الأول تعارفيًا قبل أن نصبح أصدقاء بعد ذلك. حديث الدكتور داخل معي غيّر في داخلي وقناعاتي الكثير حول العديد من الأمور المتعلقة بالمنافسة وتحقيق البطولات وتكوين المنتخبات.
الدكتور الحارثي كان من ضمن دراساته الأكاديمية ما يسمى “بفلسفة الرياضة”، وهذا موضوع يطول شرحه ويحتاج لمتخصص حتى يشرح، ومتقبل حتى يستوعب. ولكن سأتطرق لجزئية بسيطة وهي “السمة” التي يجب أن يمتلكها أي منتخب يريد تحقيق البطولات العالمية.
قال الدكتور حينها إن أي منتخب لا يمتلك سمة خاصة به لا يكمن أن يحقق بطولة كأس العالم مثلًا. ودلل على ذلك بأن كل المنتخبات التي حققت أكثر من بطولة كأس عالم هي منتخبات تمتلك سمة لعب خاصة بها وهناك عشرات المنتخبات تقلدها. ودلل أيضًا البرازيل.. ألمانيا.. إيطاليا.. الأرجنتين.. فرنسا، هذه منتخبات تمتلك طرق لعب وسمة خاصة بها، وهي الأصل وبقية من يقلدها يبقى تقليدًا وليس أصلًا.
وعاد للتوضيح أكثر حول فكرته وفلسفته قائلًا منتخب إسبانيا كان يغادر كأس العالم من الدور الأول وإن تحسن يصل للدور الثاني ثم يغادر قبل أن يمتلك سمة خاصة به وهي “التيكي تاكا” والتي حقق بها كأس العالم وكأس أوروبا وبطولة القارات، إذًا المنتخب الذي يمتلك سمة خاصة هو الذي سيحقق الألقاب الكبيرة والبقية مجرد مجتهدين.
هذه المقدمة عن فلسفة الرياضة هي مدخلي للحديث عن لقاء أخضرنا الأولمبي أمام ساحل العاج والتي خسرها بهدفين لهدف، وأتساءل هل كان لأخضرنا سمة خاصة به. أعرف أن أكثركم سيجيب بـ لا. وأعرف أن الجميع لا يفكر في ميدالية أولمبية لأننا لا نزال نشارك من أجل المستوى المشرف فقط. وليس نحن فقط حتى شقيقنا العربي الآخر المنتخب المصري سيكتفي بشرف المشاركة وبعض اللمحات من لاعبيه، كما هو هدف سالم الدوسري الذي سيبقى ذكرى شخصية له هو وليس للمنتخب الذي خسر.
المسألة بكاملها يجب أن نتعامل معها بوعي كبير، وأن نعترف بأننا لسنا جاهزين للمواعيد الكبرى ويجب أن يكون لدينا جيل رياضي مختلف، مؤسس فكريًا وبدنيًا ومهاريًا، وهذا لن يحدث من خلال مخرجات الأندية بوضعها الحالي، والأمل كل الأمل في أكاديمية مهد بأن تُعدّ للرياضة السعودية جيلًا مختلفًا ومؤسسًا بشكل فكري ورياضي وتنافسي مختلف حتى نردد بعدها. من مهد لقمة المجد.