|


فهد الروقي
«كل تأخيرة..»
2021-07-30
تتفاوت إدارات الأندية في التعامل مع المفاوضات للاعبين أو المدربين على حد سواء في سبيل الحصول على خدماتهم بأفضل الأسعار، وهناك من ينجز التعاقد بسرعة متناهية دون دراسة كافة الجوانب، في حين هناك إدارات تبالغ في الحذر والتسويف حتى تأتي اللحظات الأخيرة قبل إقفال فترة التسجيل فيتكبد الفريق مبالغ طائلة.
بين الإفراط والتفريط تأتي الوسطية، والتي قد تتحكم في تفاصيلها واقع الصفقة، فهناك مفاوض مرن وهناك جشع يرغب في الحصول على أعلى الأرقام ولو بطرق ملتوية.
في الهلال حاليًا تشعر الجماهير بقلق بالغ في انتظار المحترف الأجنبي الجديد، والتي تتأرجح المصادر بين أكثر من لاعب لعل أكثرهم تداولًا “ماثيوس بيريرا” حتى تعلّق به البعض بقصد أو بدون قصد في سيناريو مشابه لسلفه الصيفي الشتوي “تكسيرا”.
والأكيد أن إدارة ابن نافل تأخرت كثيرًا في حسم الصفقة، سواء كان هذا اللاعب أو بديله رغم يقيني أن الأوضاع معقدة وليست بالسهولة التي يتصوّرها البعض، وهي تتطلب التخلص من لاعب آخر سواء كان “سيبا أو فييتو”، لكنني على يقين أكثر بأن من عيوب هذه الإدارة التردد قبل اتخاذ القرارات وكما نجحت في التعاقد مع مدرب عالمي ونجم كبير منذ وقت مبكر وأشدنا بذلك في حينه، إلا أنها حتى الآن أخفقت في الصفقة الأهم، فإن كان اللاعب القادم “صانع الألعاب” من ضمن الخيارات الآسيوية، فكان من الأصح والأجدر التعاقد معه مبكرا للتعوّد والانسجام، وإن لم يكن من ضمنها فهو خطأ آخر لافتقاد لاعب بارع في العمق الهجومي.
صحيح أن سرعة التعاقد ليست دليلًا على النجاح المستقبلي، ولا التأخر دليل فشل ففي موسم سابق حضر “بوتيا” أولًا لكنه كان أول المغادرين، وحضر “جوميز” قبل ساعات من إقفال الفترة ودوّن اسمه بحروف من ذهب في قائمة الأساطير “الزرق”، لكن التأخير في الغالب ضرره أكثر من نفعه، خصوصًا إذا كان السبب في ذلك تردد مفاوض لا يتقن فن الإنهاء بطريقة سريعة وحاسمة.
ختامًا، ستظل الجماهير الزرقاء على أعصابها لحين التعاقد مع لاعب كبير أو الاستماع لمبررات واهية.

الهاء الرابعة
‏وفى الأحبابِ مختصٌ بوجدٍ
‏وآخرُ يدعيّ معه اشتراكا
‏إذا اشتبهت دموعٌ في خدودٍ
‏تبيّنَ من بكى ممّنْ تباكى