|


أحمد الحامد⁩
كلام في الأغنية
2021-08-10
كتبت أكثر من مرة أننا في الأغنية بحاجة إلى التجديد، إلى أغنية تخرج من القالب الذي لا يفاجئك بأفكار في النصوص أو الألحان، وأجد نفسي بين فترة وأخرى أعاود الكتابة عن هذه الحاجة، أفسّر هذا الإلحاح لأنني لا أستمع إلا نادرًا لأغنية أتوقف عندها لكي أصفّق لصناعها، ولأنني طوال سنين طويلة تشبعت من تشابه الأفكار والألحان، لذلك أقول بأننا نحتاج إلى من يغيّر المعتاد، أو ما يشبه المعتاد، قد لا يتفق معي معظم الشباب في ما أقول، لأنهم لم يستمعوا للأغاني بالقدر الذي استمعت أنا إليه، فقط لأنني أكبر عمرًا، وأقصد بالتغيير هو أن يتجرأ الكتّاب والملحنون على التجريب وتقبل الرفض والاستغراب، من غير ذلك لن تظهر لنا خطوط جديدة في الأغنية، أتذكر الفارق الذي صنعه الأمير عبد الرحمن بن مساعد في البرواز أواخر الثمانينات، كانت فكرة النص الغنائي جديدة ومختلفة عن السائد، كرر الأمير عبد الرحمن هذا الاختلاف بأغنية شهر التي غناها عبادي مطلع التسعينات، كانت فكرة كلمات الأغنية تأكيدًا على الاختلاف الذي يسعى إليه عن نمط النصوص الغنائية آنذاك:
يلي تحبيني شهر
ثم تجافيني شهر
ثم تحنيلي شهر.. وتفكري كيف الرجوع كذا شهر
وترجعيلي في شهر
ما قد خطر في خاطرك
إن السنة اثنعشر شهر؟!
الشاعر تركي في أواخر التسعينات قدم روحًا جديدة للأغنية عندما ترك العام واختص في التفاصيل، ابتعد عن تكرار مفردة الذكريات لكنه كتب عن دقائق منها، ترك مفردة الفراق لكنه صوّر بذكاء شيئًا مما يتعرض له المحب من مؤثرات تقطع الطريق على النسيان:
في أغاني قديمة.. صوت وكلام ولحن
بتبحر فينا.. تاخذنا في رحلة عكس الزمن
توصلنا لأول مرة سمعناها
تذكرنا كنا فين.. ومع مين
تفاصيل إحنا عشناها
ونسينا.. وما نسيناها
هنا قال آه.. وهنا قال الله
والمقطع اللي بيجي هداني إياه.
لا أعلم إن كنت أبالغ في ما أطالب فيه، وأن الأغنية تجددت دون أن أشعر، لكن الأغنية السائدة ليست صديقتي، عدى أغانٍ قليلة جدًا من كل عام.