|


إبراهيم بكري
لماذا خالد مسعد مكتئبا؟!
2021-08-25
“لقد تمكنت من تحقيق بعض العروض المذهلة داخل أحواض السباحة وصارعت في خارجها. كان هناك جزء من حياتي لا أريد أن أعرفه”.
هذه الكلمات قالها أفضل رياضي في التاريخ بعد تعالجه من الاكتئاب ومغادرته غرفته التي عزل نفسه فيها يصارع المرض لأيام عديدة.
تخيل أن يكون هذا الرياضي المكتئب هو مايكل فيلبس أسطورة السباحة العالمية بعد كل منجزاته محققًا 28 ميدالية أولمبية منها 23 ذهبية وثلاث فضيات، وبرونزيتين.
كثير من الدراسات العلمية والأبحاث برهنت أن المحترفين رياضيًا نسبة إصابتهم بالاكتئاب عالية أثناء ممارسة اللعبة بسبب ضغوط المنافسة أو بعد الاعتزال بسبب الحياة الجديدة المختلفة كثيرًا عن نمط وروتين الحياة المعتاد عليه.
في دراسة علمية نشرتها المجلة البريطانية “فور فور تو” كشفت أن 78 % من اللاعبين المحترفين في إنجلترا وإسكتلندا عاشوا مرحلة من الاكتئاب بسبب الألفاظ العنصرية من الجماهير والمنافسين.
وفي نفس السياق في 2015م دراسة علمية أخرى شارك فيها 826 لاعب كرة قدم من خمس دول مختلفة برهنت أن واحدًا من كل ثلاثة لاعبين يعاني الاكتئاب، ومعاناة 38 % بالأمراض النفسية وبعد الاعتزال معاناة 35 % بالأمراض النفسية.
ويعتقد كثير من الباحثين أن كثيرًا من لاعبي كرة القدم يخفون معاناتهم من الاكتئاب وأمراض نفسية أخرى خشية أن يؤثر ذلك سلبيًا على حياتهم المهنية وخسارتهم عقودهم الاحترافية.
ما أريد أن أصل إليه أنه بين فترة وأخرى تطرح معاناة لاعب المنتخب السعودي السابق خالد مسعد بسبب ظروف حياته القاسية، وتنتشر مبادرات دعم مالية، ومن المفترض أن يصاحب ذلك تشخيص لحالة اللاعب الصحية، لأنه من الواضح أن معاناته ليست محصورة فقط في الجانب المالي.

لا يبقى إلا أن أقول:
من الواضح أن النجم الخلوق خالد مسعد مكتئب ويحتاج إلى رعاية صحية من الجهات المختصة، ويشكر الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل وزير الرياضة، على تكليفه فريقًا خاصًا من وزارة الرياضة، لمتابعة حالة خالد مسعد لاعب الأهلي والمنتخب السعودي السابق، والوقوف على كافة احتياجاته ومساعدته، وتلبية كل ما يتطلبه وضعه الحالي.
وحتى لا تتكرر لنا معاناة خالد مسعد يجب أن تحرص وزارة الرياضة على توفير استشارات نفسية لأي رياضي يعاني نفسيًا بالتنسيق مع الجهات المختصة.
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصحيفتنا “الرياضية”.. وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك.