|


أحمد الحامد⁩
زي الدجاجة!
2021-08-30
معظم المشاهير بدؤوا بدايات صغيرة، مثلهم مثل الشركات التي بدأت من مكتب صغير ثم انتشرت مبانيها في قارات العالم، المشاهير كذلك بمختلف تخصصاتهم، وخلف كل اسم معروف حكايات مفيدة، تؤكد أن الطريق نحو التمثيل مثلًا قد يمر بمراحل لا علاقة لها بالتمثيل نزولًا عند الظروف، لكن الرغبة الداخلية تجد لنفسها دائمًا الممر المؤدي للهدف.
الممثل الشهير براد بيت من ضمن الممثلين العشرة الأكثر أجرًا في هوليود، وحاز على أبرز الجوائز العالمية من ضمنها الأوسكار لأفضل ممثل مساعد في فيلم “حدث ذات مرة”، وكان من أبطال فيلم “12 سنة من العبودية” الحائز على أوسكار أفضل فيلم 2013، بالإضافة للجولدن كلوب وجوائز من الأكاديمية البريطانية. يحكي براد بيت عن بداياته ويقول بأن طريقه في بعض الأحيان كان يبتعد عن رغبته في بدايات شبابه في التواجد باستديوهات التمثيل أو بالقرب منها، كان شابًا غير معروف يبحث عن مصروف جيبه، لذلك كان أمرًا عاديًا أن يعمل في أي عمل يضمن مصروفه، ومن ضمن هذه الأعمال كان يرتدي فيه زي دجاجة ويقف خارج المطعم للترويج عن المطعم المكسيكي المختص بتقديم الدجاج الذي يعمل فيه، وكان عليه أن يرقص لتبدو الدجاجة مرحة لكي يلفت أنظار المارة، وأن يتحدث معهم ويقنعهم بأن الطعم لذيذ، ثم عمل سائقاً لفريق الاستعراض النسائي لأحد الاستديوهات، لم يكن فريق الاستعراض هذا يعلم بأن سائق سيارتهن سيكون من أشهر ممثلي العالم، وأنهن سيحاولن بعد سنوات قليلة أن يلتقطن صورة معه أو الحصول على توقيعه، وأعتقد بأن عمله هذا دلته عليه رغبته بالتواجد بالقرب من الكاميرا حتى لو كانت لا تصوّره هو، ولأنه اقترب بشكل ما بدأ بتقديم نفسه ورغبته للمخرجين والمنتجين حتى حصل على دور صغير في مسلسل كبير dalass في العام 1987، وشارك في تقديم عروض تلفزيونية، ثم بدأ يحصل على أدوار في الأفلام حتى كبر وأصبح براد بيت الذي نعرفه.
كان بيت على وشك أن يتخرج من الجامعة التي درس فيها الصحافة وتخصص في الإعلان، لكنه لم يقاوم بريق إضاءة الاستديوهات فترك الجامعة قبل أشهر قليلة من تخرجه، وقد تكون فكرة زي الدجاجة جاءت أثناء دراسته التسويق في الجامعة!.
عندما قرأت عن براد بيت وتخيلته وهو يلبس ملابس تظهره كدجاجة، تساءلت عن نظرة الناس إليه، هل قال أحد المارة بأنه قد يكون في طريقه لما هو أكبر؟ أم نُظر إليه كشاب عادي لا يستطيع فعل أكثر مما يفعل؟ هل نفكر نحن بمن نراهم يعملون أعمالًا عادية بأنهم في طريقهم لما هو أكبر كل نحو رغبته، وسيكونون نجوم المستقبل؟