يشعر بعضنا بالتقصير عندما نفقد واحدًا من أحبتنا، فنقوم بطرح الأسئلة التي لم نكن نطرحها قبل رحيله، لماذا لم نقضِ معه الوقت الكافي؟ لماذا لم نسأله إن كان في حاجة إلى شيء ما؟ لماذا لم نُشعره بالحب الذي يستحقه؟ لماذا لم نبيِّن له حقيقة مكانته في قلوبنا؟ لماذا لم نقدم له هدايا وإن كانت رمزية؟ لماذا غفلنا عن زيارته عندما كان الوقت يسمح لنا بذلك؟
كل هذه الأسئلة تنهمر على تفكيري كلما علمت بخبر رحيل قريب، أو صديق، أو شخص ممن جمعتني بهم الحياة، وأنساني الركض السؤالَ عنه، أو زيارته، لكنني وبعد مدة من عتاب النفس، أعود إلى ما كنت عليه، وأعود للركض مع الأيام حتى يوقفني خبر رحيل جديد، ثم تنهمر الأسئلة المعاتبة من جديد. أعتقد أن الإنسان الصادق ذاك الذي يلتزم بالصفة التي يؤمن بأنها فيه، إن كان يعتقد بأنه طيب، فعليه أن يثبت طيبته مع الناس من حوله، وإن كان يعتقد بأنه وفيٌّ، فعليه أن يقدم ثمن هذه الصفة على أرض الواقع، عكس ذلك، تكون هذه الصفات التي يدَّعيها المرء مجرد ادعاءات لا أساس لها.
في جهاز الآيباد الذي أكتب فيه، توجد مشروعات كتابات، وملاحظات بعضها مهمٌّ عندي، وبعضها صار مضحكًا بالنسبة لي مع أنني عندما دوَّنتها، كنت أرى بأنها مهمة جدًّا، وفيه أيضًا قصص ملهمة، قرأتها، واحتفظت بها لتأثُّر بها.
وجدت مما وجدته قصةً عن الأمريكية سارة كلارك، وسارة زوجة وأمٌّ تعمل ممرضةً.
بعد أن أنهت سارا ساعات عملها في المستشفى، طلب منها أحد المرضى من كبار السن أن تجلس إلى جانبه قليلًا لأنه يشعر بالوحدة والرغبة في وجود أحد معه. لم تعطِ طلبه أهميةً، وعادت إلى منزلها لأنها كانت متعبة، في اليوم التالي عادت إلى العمل وعلمت أن المريض الذي طلب منها البقاء إلى جانبه قد مات.
بقي وجه المريض وطلبه في ذاكرتها 15 عامًا، كانت ذكرى تأنيب ضمير وشعور بالتقصير، ولم تتخلص من آلامها إلا بعد أن قررت إطلاق برنامج تدريب ودعم للمواطنين الرحماء، ليكونوا رفاقًا للناس في الأيام والساعات الأخيرة في حياتهم.
هذه المبادرة التي أطلقت عام 2001، استطاعت أن تضم إليها الكثير من المتطوعين، وانتقلت من ولاية أريجون الأمريكية إلى عديد من المناطق، ثم إلى مستشفى Inveclyde royal في إسكتلندا، ثم وصلت إلى دور الرعاية. لا يكلف هذا التطوع أموالًا، مجرد التبرع بمجهود ساعات، يقدمها قلب رحيم. عمل سارا عمل إنساني عظيم، وقد يحتاج الإنسان منا إلى فعل ما هو أقل منه بكثير بأن يطمئن على الأصحاء من أحبابه، ويشعرهم بمحبته لهم، وأن يكون بقربهم في حالات مرضهم، وأن يعرف حقًّا أن وجودهم فرصة لإظهار محبته وعطفه قبل فوات الأوان.
كل هذه الأسئلة تنهمر على تفكيري كلما علمت بخبر رحيل قريب، أو صديق، أو شخص ممن جمعتني بهم الحياة، وأنساني الركض السؤالَ عنه، أو زيارته، لكنني وبعد مدة من عتاب النفس، أعود إلى ما كنت عليه، وأعود للركض مع الأيام حتى يوقفني خبر رحيل جديد، ثم تنهمر الأسئلة المعاتبة من جديد. أعتقد أن الإنسان الصادق ذاك الذي يلتزم بالصفة التي يؤمن بأنها فيه، إن كان يعتقد بأنه طيب، فعليه أن يثبت طيبته مع الناس من حوله، وإن كان يعتقد بأنه وفيٌّ، فعليه أن يقدم ثمن هذه الصفة على أرض الواقع، عكس ذلك، تكون هذه الصفات التي يدَّعيها المرء مجرد ادعاءات لا أساس لها.
في جهاز الآيباد الذي أكتب فيه، توجد مشروعات كتابات، وملاحظات بعضها مهمٌّ عندي، وبعضها صار مضحكًا بالنسبة لي مع أنني عندما دوَّنتها، كنت أرى بأنها مهمة جدًّا، وفيه أيضًا قصص ملهمة، قرأتها، واحتفظت بها لتأثُّر بها.
وجدت مما وجدته قصةً عن الأمريكية سارة كلارك، وسارة زوجة وأمٌّ تعمل ممرضةً.
بعد أن أنهت سارا ساعات عملها في المستشفى، طلب منها أحد المرضى من كبار السن أن تجلس إلى جانبه قليلًا لأنه يشعر بالوحدة والرغبة في وجود أحد معه. لم تعطِ طلبه أهميةً، وعادت إلى منزلها لأنها كانت متعبة، في اليوم التالي عادت إلى العمل وعلمت أن المريض الذي طلب منها البقاء إلى جانبه قد مات.
بقي وجه المريض وطلبه في ذاكرتها 15 عامًا، كانت ذكرى تأنيب ضمير وشعور بالتقصير، ولم تتخلص من آلامها إلا بعد أن قررت إطلاق برنامج تدريب ودعم للمواطنين الرحماء، ليكونوا رفاقًا للناس في الأيام والساعات الأخيرة في حياتهم.
هذه المبادرة التي أطلقت عام 2001، استطاعت أن تضم إليها الكثير من المتطوعين، وانتقلت من ولاية أريجون الأمريكية إلى عديد من المناطق، ثم إلى مستشفى Inveclyde royal في إسكتلندا، ثم وصلت إلى دور الرعاية. لا يكلف هذا التطوع أموالًا، مجرد التبرع بمجهود ساعات، يقدمها قلب رحيم. عمل سارا عمل إنساني عظيم، وقد يحتاج الإنسان منا إلى فعل ما هو أقل منه بكثير بأن يطمئن على الأصحاء من أحبابه، ويشعرهم بمحبته لهم، وأن يكون بقربهم في حالات مرضهم، وأن يعرف حقًّا أن وجودهم فرصة لإظهار محبته وعطفه قبل فوات الأوان.