|


تركي السهلي
المحتوى الرياضي
2021-09-04
مع المشروع الرياضي الكبير الذي انطلق ضمن مستهدفات رؤية 2030 كان لابدّ أن يكون المحتوى طاغيًا في كل وسائل الإعلام وأن تتم تغذية الأطراف كُلّها حتى يتحقق التأثير. وفي هذا علينا أن نُقدّر كثيرًا هيئة الإذاعة والتلفزيون التي عملت على سلسلة برامج تُغطّي الشأن بنوعية مهنية متينة في قناتي SBC وKSA وبجهد واضح من رئيس الهيئة محمد الحارثي والمشرف على إدارة البرامج إبراهيم الفرحان اللذين أسّسا لطريقة أداء احترافية في التنفيذ تجمع بين الشكل البصري على الشاشة والمضمون المطروح دون تحيّز.
ورغم الجهد المبذول من الإذاعة والتلفزيون وسدّها لفراغ واضح خصوصًا في القناة الأولى وتمكينها لشركات الإنتاج المحليّة من العمل إلاّ أن الأذرع الأخرى غير الواقعة تحت إدارة الهيئة ما زالت بعيدة عن ملء الفضاء بمحتوى يواكب الأنشطة الرياضية الضخمة الدائرة في كل مناطق المملكة.
ومن هُنا، لابدّ أيضًا من التذكير بحجم التهيئة المتسارعة للعناصر التي أعدّها الاتحاد السعودي للإعلام الرياضي أثناء الدورات النوعيّة المُقامة منه أو في المناسبات والأنشطة الرياضية الكُبرى والتي ظهرت بعض نتائجها وغابت بعضها الأخرى.
وبالنظر إلى خريطة المسابقات ومدى تأثيرنا من دورانها فإننا نرى ضعفًا واضحًا في الوصول إلى مناطق أبعد من حدودنا الجغرافية وغيابًا تامًّا عن دخولنا إلى مواقع كان من الواجب وصولنا إليها بسرعة.
وبتفسير ما يحدث فإن الارتهان إلى التسويق الصرف للمُنتَج وبحصرية الحصول عليه فقط طغى على تقديمه القوي ما أوقعنا في دائرة المواكبة لا الربط بالأحداث وبخصائصنا المتنوّعة كمجتمع وكمشروع. وهُنا كانت المشكلة وظهر الارتباك على شركة الرياضة السعودية SSC التي لم تتضح هويّتها إلى الآن رغم الدعم الهائل الذي تجده ورغم توافر كوادر وطنية في السوق قادرة على فهم وتشرّب المرحلة.
إن الخطأ الذي نكرّره في كل موسم هو الاكتفاء بحق الحصول لا الدفع بمنهج التأثير وبتداخل أطراف ليس لها علاقة بالعمل الصحفي بتعدّد أشكاله ووسائله وبوجود فوضى لا تليق بزمننا الراهن.
لقد أصبحت كل الأمور واضحة واتضح معها ما تريده الحكومة في المستقبل وبتدقيق بسيط تتكامل الصورة ويُعرف المُراد، لكنّ البعض ممن يعمل في الوسط الرياضي لم ير الحال على حاله الدقيق وهذا مبعث حسرة فعلًا.
إن تغذية الانفلات ودعمه لن يقدّما لنا محتوى مؤثرًا كما أن الإقصاء وضرب بعضنا بعضًا سيجعلانا أسرى لصراعات المنفعة الخاصّة وسيفوتا علينا تشكيل ألواننا للعالم وسيتقدّم الذي نظن أنه خلفنا.