|


أحمد الحامد⁩
العالم الذي نعيش فيه
2021-09-07
* مقال اليوم عمَّا قرأته في الأيام الماضية. بدأت ألاحظ في مواقع الصحف أن الموضوعات الأكثر قراءةً، هي التي لا علاقة لها بكورونا، ولا بالأحداث السياسية العالمية. الناس “ملَّت” من قراءة أخبار كورونا وتحوُّراتها، حتى إننا لم نعد نحفظ أسماء أبنائها المتحورين لكثرتهم.
آخر أبنائها، كان اسمه “مو”، الذي لم يجد أي اهتمام، أو تخوُّف منه عند البشر كما حدث مع شقيقته دلتا، وعلى الرغم من أن خطر كورونا ما زال قائمًا وبشدة، خاصةً للذين لم يتلقوا جرعات اللقاح، إلا أن الفيروس فقد هيبته، وزال الرعب الذي كنا نستشعره عندما كنا نسمع عن إصابة أحدهم به. قبل أقل من شهر أصيب أحد الأصدقاء بكورونا، ووجدت نفسي أكتب له رسالة واتساب: “سلامات”! مع أنني لم أسيطر على دموعي عندما أصيب به صديق آخر في بداية تفشيه، وعندما كانت كورونا كورونا! أظن أننا اكتسبنا ثقتنا بفضل اللقاحات التي أضعفت تأثير الفيروس. أبدأ بما قرأته عن امرأة أربعينية لم تنم منذ 40 عامًا، الصينية “لي”، قالت لوسائل إعلام في مقاطعة هانان: إن آخر عهد لها بالنوم عندما كانت في الخامسة، أو السادسة من عمرها. أما زوجها فقال: إنه لم يكن يعلم أنها لا تنام قبل الزواج، كما أنها لم تخبره بحالتها، وتصوَّر بعد الزواج أنها تنام بعد أن ينام، وتستيقظ قبل أن يستيقظ، حتى إنه قام بمدحها على نشاطها، وظنَّ أن الحظ ابتسم له بعد أن حصل على زوجة نشيطة، إلى أن اكتشف مع الزمن أنها لا تنام. أما الأطباء فقالوا: إنها تنام نومًا خفيفًا دون أن تغمض عينيها، ووصفوا هذه الظاهرة بالنوم عند الاستيقاظ، وهي تشبه حالة المشي أثناء النوم. عندما قرأت عن حالة “لي”، تذكَّرت رجلًا مصابًا بحالة “لي” نفسها، سبق وقرأت عن حالته، لكنه كان عربيًّا، “أخونا بالله” وجد من حالته عذرًا للزواج من امرأة ثانية، قائلًا: إنه لا يستطيع البقاء وحيدًا في الوقت الذي تنام فيه زوجته!
* في دولة من دول أمريكا الجنوبية، وجد رجل حقيبة فيها مبلغ مالي “معتبر”، فكتب في الـ “سوشال ميديا” عن عثوره على المبلغ، وعلى مَن فقده أن يتصل به ليعطيه مواصفات الحقيبة، والمبلغ الموجود داخلها حتى يسلمها له، كما كتب رقم هاتفه. ومنذ إعلانه هذا، وصاحبنا لم يعرف النوم، اتصالات لا تنقطع في الصباح والمساء ومنتصف الليل والغروب وعند الفجر، كلهم يدَّعون بأنهم أصحاب المال، وفي بعض الحالات اتصل الأشخاص أنفسهم مرات عدة، وفي كل مرة كانوا يجرِّبون حظهم لعل تخمينهم عن نوع الحقيبة والمبلغ يكون صحيحًا، وبعد مدة كتب الرجل رسالة جديدة: “لم أكن أعلم أن هناك مثل هذا العدد من الناس الكاذبين. يبدو أن بعض الذين لم يأخذوا حقوق غيرهم، كانوا ينتظرون الفرصة فقط”.