|


أحمد الحامد⁩
أمازون وخيالات السائقين
2021-09-13
ـ مقال اليوم مما قرأته من أخبار، وسأبدأ بخبر من أمازون، وكل متابع جيد لخطوات هذه الشركة العملاقة سيستنتج أن سيطرة أمازون على الكثير من الخدمات المهمة في كوكب الأرض مسألة وقت، وأمازون في حقيقتها هي الوجه الجديد لقوة الولايات المتحدة الأمريكية، ومع أن الصين في طريقها لتكون الاقتصاد الأول صناعياً إلا أن الكثير من الصناعات الصينية سوف تمر عبر شركات أمريكية مثل أمازون كمنصة بيع.
ولا تخطط أمازون للوصول إلى المناطق التي لم تصلها فقط لتتواجد في كل مكان، بل تخطط لأن تتواجد في كل شيء، قبل أيام أعلنت بأنها ستطلق بعد مدة خدمات توصيل الطرود والشحنات حتى إن لم يتم شراء المنتج من أمازون، أي أنها تريد أن تستحوذ على حصة من سوق النقل الجوي والبري، وعادة إذا ما دخلت أمازون إلى سوق ما فإنها تلتهم الشركات الصغيرة والمتوسطة وحتى الكبيرة لتصبح الحوت الأكبر.
بالأمس قرأت خبراً جديداً يؤكد حقيقة أن هذه العملاقة تخطط لأن تكون في يوميات كل شخص، أعلنت أنها وسعت من استثماراتها في التعليم والتدريب إلى 1.2 مليار بحلول 2025 لتغطية الرسوم الدراسية لموظفيها البالغ عددهم 750 ألف موظف في الولايات المتحدة. إذا كان عدد موظفيها هذا في أمريكا فقط فكم يبلغ عددهم في أنحاء العالم ؟ أمازون إلى غاية الآن تتواجد كمنصة أولى في بيع التجزئة لكنها تقدم عشرات الخدمات المتنوعة منها استضافة المواقع الإلكترونية والنشر الإلكتروني وصناعة المسلسلات والأفلام في استديوهاتها الخاصة والألعاب الإلكترونية وعشرات الخدمات المختلفة، أتصوّر أن أمازون على حجمها الكبير إلا أنها ستكون أكبر بكثير في المستقبل القريب، وقد يأتي اليوم الذي نطلب فيه غداءنا من أمازون ونحن في جزيرة بعيدة أو على قمة جبل.
ـ يحدث أحياناً أن نفكر في أمر ونحن نقود السيارة، نسترجع ذكرى، نتذكر صديقاً، نتخيل خيالاً نصبح فيه أبطالاً أو أثرياء، سبق وأن سجلت عدة أهداف مهمة وأنا أقود سيارتي، وافتتحت فروعاً جديدة لشركاتي، لكن خيالاتي كانت قصيرة وتنتهي بمجرد وصولي إلى العمل أو المنزل، كما أنها ومع الخبرة لا تشغلني عن الانتباه للطريق وحركة السيارات.
في فرنسا أوقفت الشرطة امرأة تبلغ 71 عاماً، المرأة قادت سيارتها مسافة 60 كيلو متراً بالاتجاه المعاكس في طريق سريع، ومع أنها لم تتسبب بأية حوادث إلا أن الشرطة اضطرت أن تغلق جزءاً من الطريق، يقال بأن المرأة لم تتقصد ارتكاب المخالفة، وإنما كانت تتحدث مع نفسها عندما فكرت في أمر ما، أما الأمر المهم الذي جعلها لا تنتبه للطريق الصحيح وارتكابها لهذه المخالفة الكبيرة فهو عن حقيقة تأخر زوجها قبل أربعين عاماً عن العودة إلى البيت لمدة ثلاث ساعات عن الوقت المعتاد، هل كان برفقة إحداهن؟.