|


أحمد الحامد⁩
العالم الذي نعيش فيه
2021-09-21
* مقال اليوم مما قرأته من أخبار في الأيام الماضية، وأنا من قرَّاء الأخبار التي تصنع الابتسامة، أو الإلهام، وأتصوَّر أن هذه النوعية من القراءات مفيدة، فهي بين إسعاد النفس، أو فائدة على شكل محفزات.
بعض الأخبار الطريفة لا أتوقف عند طرافتها كما قرأتها فقط، وأجد نفسي أضع لها سيناريوهات مكمِّلة. قبل يومين قرأت عن تورط أحد الرجال مع إدارة أحد الفنادق عندما ضرب لوحة أزرار مصعد الفندق بقبضة يده، كان الرجل برفقة زوجته، وأدَّت ضربته الشديدة إلى تحطم اللوحة! لم تنتظر إدارة الفندق طويلًا، وأبلغت الشرطة، التي قال لها الرجل إن زوجته استفزَّته، فوجد نفسه يوجِّه ضربةً للوحة أزرار المصعد! شكى الرجل ضعف قدرته المالية، وعدم تمكِّنه من دفع التعويض الكبير الذي طالبت به إدارة الفندق، فتمَّ العفو عنه بعد تدخُّل الخيِّرين، ولا أدري إن كان هو قد سامح زوجته على استفزازها له في هذا المكان وهذا التوقيت؟! وقد لا تكون استفزَّته، فنحن لم نقرأ سوى روايته. عندما قرأت الخبر، تذكَّرت أحد الأصدقاء الذي يربط السعادة والحزن بالمرأة، ونظريته تقول إن خلف سعادة كل رجل، توجد امرأة، وخلف كل حالة تعاسة يعيشها الرجل، توجد امرأة. جلس يشرح لي مطوَّلًا، واستطاع حينها إقناعي، أو أنه أدخل الفكرة في عقلي، وصرنا حينما نمشي سويًّا، ننظر إلى حال الرجال، فإذا شاهدنا رجلًا يمشي بهمة وسعادة ظاهرة، قلنا إن علاقته الحالية بزوجته ممتازة، ويرى الدنيا جميلة. في إحدى المرات شاهدنا رجلًا كئيبًا يسير ببطئ شديد، سألت صاحبي لحظتها عن رأيه في حال الرجل، فأجاب: “هذا زوجته منتفته تنتيف”!
* قد يبدو اختياري للخبر الثاني وكأنني اخترته متعمِّدًا التحامل على المرأة، وهذا غير صحيح، لأنني لا أعمِّم، فكما أن هناك امرأةً تسيء التصرف أمام الرجل، هناك أيضًا رجل يسيء التصرف أمام المرأة. اختياري جاء صدفةً. يقول الخبر إن هولنديًّا أوصى بنصف ثروته، التي تبلغ الملايين، لزوجته، وقال إنها تستحق هذا المبلغ عن جدارة على الرغم من أنها لم تساعده في العمل، بل وكانت دائمة الشجار معه في البيت، الأمر الذي جعله يبقى طوال ساعات يومه في مكتبه، وهذا ما مكَّنه من العمل المتواصل، وتحقيق النجاح فقد أصبح مثابرًا بالإكراه! وقال: “لولا شجارها الدائم على أتفه الأسباب لما حققت ثروتي. أدين بالفضل لمهارتها في الشجار. كانت تقذف بالكلمات والشتائم أسرع من مدفع رشاش. كان هروبي من البيت يعني ساعات عمل أكثر وتركيز أفضل. أستطيع القول إنها المسبِّب الحقيقي لنجاحي”.