ماذا عن كرتنا؟
في كل سبت.. يختار صالح المطلق المدرب السعودي نجم الأسبوع الكروي.. يأتي النجم لاعبًا أو مدربًا.. يضع رؤيته الفنية مدعمة بالأرقام والأسباب التي جعلت من الضوء يذهب إلى نجم الأسبوع.
تطورت كرة القدم وأصبحت أكثر سرعة وقوة وارتفاعًا بالمستوى اللياقي، والزيادة بمعدل الجري وقطع المسافات وبذل المجهود خلال المباريات والموسم بشكل عام، وفي المقابل حصل أيضًا تغيير وتطور في الجانب الفني ومستوى الأداء، الذي أصبح معه اللعب الجماعي عاملًا مهمًا وضروريًا لتحقيق البطولات واستمرار تماسك الفريق، وحتى تكتمل الصورة ويصبح لهذا التطور معنى وقيمة علمية ثابتة ومؤثرة، كان لابد من مشاركة جميع الأجهزة المساندة والمساعدة في تحقيق هذا التطور والنجاح.
فعن طريق المعد النفسي ظهر دور الإعداد الذهني ومدى أهميته وتأثيره على تحقيق النتائج وأداء الفريق، كما أن مسألة الاستشفاء وتأهيل اللاعب بعد فترة الإصابة والتوقف عن اللعب من أكثر الأمور التي تهتم بها الأجهزة الفنية، ويعمل عليها أفضل المختصين وأكثرهم خبرة في هذا الجانب، والمتابع لأغلب الأندية الأوروبية يجد التكامل الواضح في أدوار الأجهزة الفنية، وكل نجاح خلفه إدارة وفكر وتخطيط.
ماذا عن كرتنا هل هناك خطط واضحة ومستمرة؟ وهل أصبحت الكرة في الملعب وزادت دقائق اللعب الحقيقي أثناء المباريات؟ وهل توقف اللاعبون عن كثرة التمثيل وادعاء الإصابة وتعطيل اللعب؟ وماذا عن ثقافة اللاعب واتقان مهارة استخلاص واسترجاع الكرة من غير إيذاء للمنافس وبدون إحراج للجهاز الفني ومواجهة قرارات التحكيم؟
لقد وصلنا إلى مرحلة متقدمة جدًا من الدعم والإنفاق والتشجيع، ولا تحتاج رياضتنا وكرة القدم بشكل خاص إلا للمواهب الإدارية، كما حدث في السابق وكانت كل الأندية والاتحادات مليئة بالخبرات وأصحاب النظرة الثاقبة والقرارات، فمن خلالهم تم اختيار أهم العناصر تأثيرًا على كرة القدم وتطويرًا للنجوم وهم المدربون، وما يحدث الآن من أخطاء واختيار للأجهزة الفنية لا يمكن أن يقارن بالسابق، فليس لدينا نجوم للمهارة النوعية مثل ماجد، أو مهارة المراوغة والسرعة مثل محيسن والثنيان، ولا فن القيادة مثل النعيمة، ولا منتخب أساطير متكامل مثل منتخب 84 ومنتخب 88، والثابت أن نوعية المدربين ومجموعة الأجهزة المساعدة والمساندة هي المسؤولة والأكثر قدرة على اكتشاف وتطوير المواهب والنجوم، ولكن من يختار؟