الأحقية لمن
في كل سبت.. يختار صالح المطلق المدرب السعودي نجم الأسبوع الكروي.. يأتي النجم لاعبًا أو مدربًا.. يضع رؤيته الفنية مدعمة بالأرقام والأسباب التي جعلت من الضوء يذهب إلى نجم الأسبوع.
تختلف الآراء حول اختيار لاعب ناشئ، أو جديد لتشكيلة المنتخب الأول، فهناك مَن يعتقد أن في هذا الاختيار مغامرةً لن تخدم، أو تضيف للمنتخب، أو اللاعب أي فائدة فنية، فمن غير المعقول أن يعتمد المنتخب على لاعب لا يملك التجربة والخبرة في التصفيات، أو بطولة مهمة وحسَّاسة، وهي أمورٌ لا يمكن أن يستغني عنها أي جهاز فني في مثل هذه الظروف، كما أن هذا الاختيار قد لا يستوعبه اللاعب نفسه، فيتسرَّب إليه الغرور، ويتوقف لديه الطموح، فلا يقبل التوجيه، ولا يسمع النصح، فتخسر الملاعب نجمًا، كان في الإمكان الاستفادة منه على مراحل وبشكل أفضل من عملية القفز إلى الأعلى دون تدرُّج، لينتهي كل شيء وبسرعة.
لكن من وجهة نظر مختلفة، هناك مَن يرى أن هذا الاختيار صحيحٌ، وأن كرة القدم عبارةٌ عن مغامرة، والمهم أن يكون لدى اللاعب الاستعداد والقدرة البدنية والفنية، ولن يحتاج إلى أكثر من التشجيع ومنحه الفرصة الكاملة حتى يثق في نفسه، ويمتلك الجرأة والحماس والمهارة، التي قد تعوِّض جانب التجربة والخبرة. وكثيرًا ما حدثت مثل هذه التجارب، وبعد توفير جميع الشروط اللازمة للتفوق، نجح الاختيار، واستفادت الكرة السعودية من عديد من الأسماء والنجوم.
أغلب النجاحات السابقة في اختيار أسماء جديدة للمنتخب، كانت تتم وفق رؤية ومعايير تدلُّ على أن القرار مدروس ومدعوم بخطوات تساعد اللاعب على حجز مكانه، وإثبات وجوده، والاستمرار في نجوميته، وتمثيل المنتخب. حدث هذا مع محيسن الجمعان، وسالم الدوسري، ومحمد الدعيع، ومن هنا يتضح أن مسألة اختيار الأسماء المتنافسة لنيل شرف تمثيل المنتخب مسؤولية ليست بالسهلة على المدرب، ومن غير المقبول أن يتفاجأ الجميع بقرار غير متوقع وبعيد عن كل الحسابات الفنية لمجرد أن يثبت المدرب أن لديه وجهة نظر مختلفة، وأنه صاحب القرار الوحيد، والحقيقة أن إدارة الخلاف والتعامل مع جميع الآراء مسألة راقية، تبدأ من المدير الفني، وتنتهي عند أهم عنصر في الموضوع، ألا وهو اللاعب، وعلى الجميع أن يعرف أن الدخول إلى قائمة المنتخب، والمنافسة للحصول على شرف تمثيل الوطن أحقية ومكافأة لكل لاعب اجتهد واستطاع أن ينجح في تطوير مستواه الفني، وتمثيل فريقة بوصفه لاعبًا أساسيًّا ومقنعًا للجميع.