|


رياض المسلم
تحفيز أحمد زكي والدراما السعودية
2021-10-02
في مقابلة تلفزيونية يقول الأسطورة الراحل أحمد زكي بأن زملاءه الممثلين لهم حق في الحصول على نسبة من العائد المالي الذي يتقاضاه نظير عمله في مجال التمثيل، رغم أنهم لم يشاركوا معه في العمل أو يكون هو المنتج.
تلك الإجابة أصابت المذيعة بالحيرة، قبل أن يعيد ترتيب ملامح وجهها، بعد أن كشف لها السبب وقال إن أجره لم يرتفع إلا بسبب أن زملاءه في الحقل ذاته يقدمون أعمالاً متميزة، مشيرًا إلى أن عادل إمام، نور الشريف، محمود عبد العزيز، محمود حميدة وغيرهم عندما يخرجون بمنتجات مبهرة يجبرونه على أن يبحث عن الأفضل، ما جعل التنافس يحتدم بينهم لكنه صب في صالح الدراما المصرية وجعلها تتسيّد.
عندما تأخذ حديث الأسطورة الراحل وتحاول تطبيقه مع الممثلين السعوديين ستجد صعوبة دون شك.. فما كان يقدم من الكثير من الممثلين لدينا لم يكن يشكل حافزًا للتنافس أو الذهاب بعيدًا في الدراما السعودية فكان الاكتفاء بالحد الأدنى من العمل في الإنتاج والإخراج وكذلك الأداء، ما جعلها أسيرة لحالة “الكسل” سنوات طويلة وإن كان هناك أعمال جيدة إلى حد ما لكنها تبقى في دائرة الانتقاد لضعف في أحد أركانها.
ولأن كل ما حولنا يتطور ونسجل قفزات كبرى في مجالات عدة فلم يكن التمثيل بمنأى عن هذا التطور اللافت، فخرجت لنا أعمال مختلفة في الإخراج والإنتاج والأداء يتقدمها مسلسل رشاش للمتألق يعقوب الفرحان وزملائه، وكذلك اختطاف للمتميزة إلهام علي والخبير عبد الإله السناني الذي كأنه يمثل للمرة الأولى.
الدراما السعودية ولدت في الستينيات الميلادية، وجرت العادة ألا تبلغ الدراما سن اليأس مع تقدمها في العمر بل قمة النضوج والحيوية، لكن الدراما السعودية لم تحقق ذلك في زمن مضى ووصلت متأخرة، ومن السهل تخطي ما سبق بأعمال رشاش واختطاف وفندق الأقدار وغيرها من الأعمال السعودية الجديدة حاملة الصبغة “الهوليوودية”، كونه لم يكن هناك أعمال درامية حقيقية تملك كافة عناصر النجاح، ولكن الأهم في الوقت الراهن هو ضخ أكبر قدر من الأعمال المميزة، خصوصًا أن عوامل النجاح متاحة والمشاهد السعودي بات يثق في الأعمال المحلية منذ رائعة الكاتب الراحل عبد الرحمن الوابلي “العاصوف”، لكن خلال أكثر من خمسة أعوام لم يقدم عملاً متقنًا ومجوّدًا لحين جاء “رشاش”..
على صنّاع الدراما السعودية أن يكونوا أكثر نشاطًا ويستثمروا الفرص المتاحة والإمكانات الجبارة للخروج بأكثر من عمل في العام، ولا نركن على رشاش واختطاف نتغنى بهما سنوات طويلة ونعود إلى سن اليأس.