|


إبراهيم بكري
التوقف تصحيح أم انتكاسة؟!
2021-10-03
أيام فيفا “مصائب قوم عند قوم فوائد”، ‏هذه الحقيقة كما في هذا المثل المعروف عندما تتوقف الأندية إجباريًّا عن لعب المباريات الرسمية في المسابقات المحلية، بسبب مشاركة لاعبيها الدوليين في المنتخبات الوطنية، يكون هذا التوقف إما نقمة أو نعمة على الأندية.. لماذا؟
الأندية التي تعيش حالة من الانسجام ونتائج إيجابية للفريق في ظل هذه الروح المعنوية العالية وثقافة الفوز الاستمرارية في المباريات أفضل من التوقف الذي سيضر الفريق أكثر من نفعه.
وفي الجانب الآخر الأمر مختلف، الفرق التي تعاني من تدهور مستوياتها الفنية وضعف لياقة لاعبيها وعدم الانسجام بين خطوط الفريق في ظل دوامة الهزائم المتكررة، فإن التوقف في أيام الفيفا طوق نجاة لهذه الفرق لإصلاح الخلل، من خلال معسكر داخلي للفريق يساهم في رفع المعدل اللياقي للاعبين، وزيادة الانسجام بين اللاعبين، من أجل العودة أكثر قوة لتحسين النتائج في المباريات الرسمية.
هنا يأتي دور إدارات الأندية بالتعاون مع الأجهزة الفنية لاستثمار “أيام الفيفا” خاصة أن كثيرًا من الأندية تملك منشآت إمكاناتها عالية من ناحية المرافق، لكن لا تستثمر إلا بعدد ساعات محدودة، بسبب الاعتماد على التمارين المسائية، في الوقت الذي يقضي اللاعب المحترف في معظم دول العالم ساعات أطول مقارنة باللاعب السعودي.
الشماعة التي تعلق عليها الأعذار أن الأجواء في السعودية معظم الموسم الرياضي حارة وغير مناسبة للوحدات التدريبية.
في كثير من الدول التي لا تختلف عن السعودية فيما يتعلق بالطقس تستثمر الفترة الصباحية بتصميم وحدات تدريبية في الصالات المغلقة ومحاضرات تساهم في تعزيز ثقافة اللاعب في جوانب عديدة على سبيل المثال التغذية، تفادي الإصابات، الاستثمار، وتطوير اللغة الإنجليزية ليسهل التعامل مع الحكام والطواقم التدريبية.
وبسبب إهمال تدريب الفترة الصباحية انتشرت ظاهرة السهر بين اللاعبين السعوديين بشكل لافت كان لها الأثر السلبي عليهم في المستطيل الأخضر.

لا يبقى إلا أن أقول:
‏‏الشيء اللافت والمثير للدهشة أن الأندية السعودية تتعاقد مع مدربين عالميين أصحاب تجربة ناجحة في التدريب على فترتين صباحية ومسائية مع أنديتهم السابقة، لكن لماذا لا تهتم أنديتنا بالتدريب لفترتين خاصة في “أيام فيفا”.
هنا لا ألوم المدربين العالميين بقدر ما ألوم إدارات الأندية التي لا تشترط في عقودها التدريب على فترتين ولا تمارس صلاحيتها بالقانون، ويصبح المدرب صاحب القرار الأول ولا أحد يناقشه.
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصحيفتنا “الرياضية”.. وأنت كما أنت جميل بروحك وشكرًا.