|


أحمد الحامد⁩
إنفلونزا في زمن كورونا
2021-10-13
اعتدت كلما تبدلت الأجواء معلنة عن نهاية الصيف وقدوم الشتاء أن أصاب بالإنفلونزا، أسميت هذا الثابت بتذكرة الدخول إلى الشتاء، وهي تذكرة “فلوسها فيها” لأن الواحد منا يكون هاربًا من لهيب الصيف، وداخلًا إلى البرودة وكل ملحقاتها الرومانسية، هذه المرة عندما أصبت بالإنفلونزا كانت مختلفة، لم تكن الأشد، لكنني أصبت بها في حضرة الكورونا، وتعال أقنع من هم حولك بأنك مصاب بالإنفلونزا وليست الكورونا، النظرات من حولي مريبة، والاقتراب مني قليل، وبعد كل سعال جاف أستمع من بعيد إلى كلمات: الأفضل أن يحلل.. هل يتذوق الطعم؟ الأفضل أن يكون معزولًا في غرفة.
كنت ضعيفًا ولا أرغب في الكلام، لم أكن خائفًا من كورونا فأنا مثل غيري معرض لها حتى مع أشد الاحتياطات، وأصيب بها الأصدقاء ووصفوها أشبه بالإنفلونزا، كما أنني أعلم بعدم إصابتي بها لأنني في موعدي السنوي مع الإنفلونزا، وفوق ذلك فقد أخذت جرعتين من التطعيم، لكن كثرة الكلام ليست في صالحي، وكان لابد من وضع حد للقيل والقال من حولي، خصوصًا بعد أن فهمت من مكالمة استقبلها ابني الأكبر من أحد أقاربي بأنني مصاب بكورونا حسب وصف القريب الذي تحول هذه المرة إلى طبيب، وهو رجل متحول حسب الحالة، وسبق له أن تحول إلى محلل رياضي واقتصادي وسياسي وعارف بالتاريخ وتضاريس الصحراء ومكامن الفقع، وكان من الطبيعي أن يصبح طبيبًا هذه المرة، ومن شدة خبرته استطاع من مكالمة هاتفية ودون أن يسأل المريض أن يشخص الحالة، قريبي هذا نموذج للذاكرة السمعية، وأصحاب الذاكرة السمعية هم الذين يصدقون كل ما يسمعون ويقتنعون بكل ما يقرؤونه من عناوين دون قراءة التفاصيل ومراجعتها والتدقيق عليها. كنت متعبًا وكل ساعة نوم أحصل عليها انتصار معركة، رفعت الغطاء من فوقي بشدة وطالبت بإحضار أدوات فحص الكورونا، شعرت بالخطوات تتسارع من حولي، ولسان حالهم يقول: الحمد لله جت منه! بعد الفحص وكنا ننتظر النتيجة ذهبت في نوم عميق، عندما صحوت وجدتهم بجواري والابتسامة على وجوههم: الحمد لله اللي فيك إنفلونزا!