|


محمد المسحل
مخرجات الرياضة.. ومدير المشروع
2021-10-16
بعد تناول مسيرة صناعة الرياضي “كإنسان” صحيح العقل والبنية، وبعد تناول الفرق بين المؤسسات الرياضية الحكومية وغير الحكومية، يمكننا الآن أن نتناول آلية عمل المؤسسات الرياضية على صقل وإبراز هؤلاء الرياضيين ووضع الخطط الخاصة لهم للوصول للمنصات ومقارعة منافسيهم على المستوى القاري والعالمي.
بدايةً، لا بد من وضع فرضية أن المؤسسة الرياضية تنتهج نهجًا مهنيًا بحتًا في آلية توظيف الأشخاص المتخصصين في المجال الرياضي الإداري والفني، القادرين على وضع وتنفيذ ومتابعة البرامج الرياضية للاتحادات واللاعبين المشاركين في الاستحقاقات الرياضية العالمية والقارية وغيرها، سواء في الدورات المجمعة أو البطولات. ولا بد أيضًا من وضع فرضية وجود توعية إعلامية مكثفة، تذكّر المجتمع الرياضي ذا العلاقة بأجندة هذه المشاركات والاستحقاقات، بل وتقوم بتنفيذ أجندة إعلامية تتناسب طرديًا مع اقتراب هذه الاستحقاقات، وتوضح جهود المؤسسات الرياضية الحكومية والأولمبية واتحاداتها الرياضية الخاصة بالاستعداد لهذه الاستحقاقات.
برأيي، يجب أن تقوم اللجنة الأولمبية بتعيين “مدير مشروع”، لكل استحقاق من استحقاقاتنا الرئيسة القادمة، ليقوم بمتابعة استعدادات الاتحادات المشاركة فيها، ومتابعة خطتها الزمنية ومناقشة ميزانياتها ومتابعة تنفيذ العمل المتفق عليه مع كل اتحاد من هذه الاتحادات ومتابعة وضع اللاعبين وأدائهم في المسابقات المحلية والخارجية، بل وخلال مشاركاتهم في المنتخبات السنية التي سيصلون من خلالها للمنتخب الأول الذي سيشارك في الاستحقاق العالمي الذي عُيّن هذا الشخص مدير مشروع له.
فعلى سبيل المثال، وإذا افترضنا أن متوسط عمر الرياضي الذي سيخوض غمار أي منافسة عالمية أو أولمبية هو 25 سنة، يجب أن يكون هناك مدير مشروع لكأس العالم لكرة القدم 2022، و2026، و2030 بل وحتى 2034، ومدير مشروع لأولمبياد باريس 2024، وأولمبياد لوس أنجليس 2028، وأولمبياد أستراليا 2032، بل وحتى أولمبياد 2036 الذي لم يتم تحديد مكانه بعد، والسبب ببساطة، هو أن كل اللاعبين الذين من المفترض أن يصلوا لتمثيل منتخباتنا في تلك الاستحقاقات وتكون متوسط أعمارهم 25 سنة آنذاك، هم الآن في منتخباتهم السنية، ومن المفترض متابعتهم وصقلهم عن كثب ووضعهم في برامج إعداد مكثفة، تساعدهم ليكونوا قادرين على مقارعة منافسيهم من الدول المتقدمة رياضيًا، والذين ينفذون مثل هذه البرامج منذ عقود.
العمل الأولمبي لا يختلف عن العمل المصنعي الإنتاجي، حيث إن هناك مدخلات، وعمليات وثم مخرجات. وأي خلل أو تأخير في أي منها، سيخل بالمخرجات المتوقعة والمرجوة، وسيكون لي في المقالة القادمة شرح أكثر دقة بإذن الله.