تجربة فياريال غيّرت فكره.. وساحات البلدية شهدت انطلاقته

صوت «عتيق» فجّر الإحساس فتحرك.. «تورنيدو» سالم..

صورة التقطت أمس لسالم الدوسري، لاعب فريق الهلال الأول لكرة القدم، يعبّر عن فرحته بعد تسجيله الهدف الثاني في مرمى النصر خلال المباراة التي حسمها الأزرق 2ـ1 ونقلته إلى نهائي دوري أبطال آسيا تصوير: يزيد الضويحي
الرياض ـ رياض المسلم 2021.10.19 | 11:09 pm

صوت بعيد في المدرج الأزرق، يشد حبال حنجرته، ويصرخ “حس يا سالم”، “يا سالم حس”. كان سالم الدوسري حينها في مستهل العشرينيات من عمره، ويفتقد النضج في عالم المستديرة، وكان صاحب الصوت يرى في نجمه “الصغير” يومها شخصًا ذا شأن كبير، فاستخدم سلاح المشاعر.
وصله الصوت، لكنه لم يخرج من أذنه الأخرى، بل استقر كرصاصة في جسده، فحرك إحساسه، وحاول الأعداء من حينها إخراجها لكنهم عجزوا.. فليس من السهل إيقاف “التورنيدو” إذا انطلق..
ذلك المشجع الهلالي “العتيق” يعرف خفايا ناديه، فأدرك حينها أن مفتاح سالم الذي عجز عنه أمهر المدربين.. هو الإحساس..
بالفعل، كان سالم وقتها لاعبًا “موهوبًا”، لكن ينقصه الكثير، فهو قادم من “الحواري”، ولا تزال صبغتها ملتصقة به.
يقول الدكتور إبراهيم الدجين، وكيل أمانة منطقة الرياض الأسبق: إنه يفاخر بأن النجم اللامع كان من أبرز اللاعبين في ساحات البلدية التي دُشنت في مدينة الرياض قبل 14 عامًا، ولا تزال. ويشير في حديث خاص معه في ذلك الزمن إلى أنهم فخورون بتخرُّج اللاعب فيها، فزاد من بريقها، لكن نظرة الكثيرين في النادي الأزرق مختلفة، فلم يقنعهم أن لاعبًا قادمًا من الحواري يلعب أساسيًّا في فريق مدجج باللاعبين المتأسِّسين في النادي، لكنه فعلها وألجمتهم موهبته وغيَّرت فكرهم..
عندما أحسَّ سالم، انقلب إلى وحش كاسر، فبدأ في تحطيم الأرقام وتكسير رؤوس الخصوم، وسجل أهدافًا، طبع عليها ختمه الرسمي، وجعل مَن سبقوه يخشون على تاريخهم من أن يمزقه..
في تجربة فياريال، عاد سالم منها محملًا بالفكر الأوروبي، وعلى الرغم من طلب النادي الإسباني عودته إلا أنه فضَّل البقاء مرتديًا القميص الأزرق، لكنه استفاد من الاحتراف الخارجي في تطوير إمكاناته..
عند الانتهاء من الحصص التدريبية، يبقى وحيدًا، عينٌ على الكرة وأخرى على كشافات الملعب خشية أن تغلق كون الوقت متأخرًا، فكان يبحث عن تطوير أدائه بالتدريب الانفرادي، وتقوية بنيته بـ “الحديد”، فوقف في وجهه مَن يقول: إن تدريب الصالة سيثقل حركته ولا يتناسب معه. لكنه غيَّر المفهوم من جديد وأصبح أكثر سرعة وقوة..
اعتزل محمد الشلهوب وكان يركض خلف الرقم 10، لكنه عرف فيما بعد أنه صنع من رقمه 29 علامة مسجلة وأضاف إلى الرقم الكثير بدلًا من العكس.. الأوساط الرياضية أجمعت على أنه أفضل لاعب في الكرة السعودية وبات مرشحًا قويًّا لإكمال عقد الإنجازات بتحقيق لقب أفضل لاعب في أكبر القارات.. ويبقى سالم ظاهرة الكرة السعودية وأحد أفضل لاعبيها بشهادة أهلها.