منتخبنا وأفكار ديشامب
في كل سبت.. يختار صالح المطلق المدرب السعودي نجم الأسبوع الكروي.. يأتي النجم لاعبًا أو مدربًا.. يضع رؤيته الفنية مدعمة بالأرقام والأسباب التي جعلت من الضوء يذهب إلى نجم الأسبوع.
في كثير من المباريات الصعبة ذات الطرق الدفاعية، والتكتل الخلفي، وتضيق المساحات، تزداد أهمية اللاعب الذكي صاحب القدرات العالية في الاقتحام، والقدوم من الخلف بسرعة وفي غفلة عن المدافعين، وبشكل مفاجئ وغير متوقَّع، وكثيرًا ما تتحقق الانتصارات، وتُسجَّل الأهداف عن طريق هذا التكتيك، الذي يعتقد بعضهم أنه يرتبط بقدرات خاصة ومهارات فردية، لا علاقة لها إطلاقًا بالتكتيك، أو التحرك الجماعي للفريق.
بالتأكيد هذا المفهوم غير صحيح، ويحتاج إلى شرح مفصَّل من قِبل النقَّاد الفنيين، ومعلِّق المباراة، وفي الحقيقة أن هناك عديدًا من القرارات والأفكار الفنية التي تحوَّلت إلى قناعات وآراء ثابتة، لكنها غير صحيحة، وأفضل مثال على مسألة تكامل نجاح مهمة اللاعب المقتحم، أو القادم من الخلف، ما حدث مع منتخب فرنسا في كأس العالم 2018 فقد انتهت البطولة ولم يسجل جيرو، وهو رأس الحربة، أي هدف، لكنه نجح وبامتياز في فتح المساحات، وسحب المدافعين وإشغالهم بتحركاته داخل المنطقة، ما أفسح المجال لكانتي وبوجبا وماتويدي وجريزمان للدخول وتسجيل الأهداف.
قد تتفاوت نسبة التأثير وارتفاع درجات القيادة والسيطرة من مدرب لآخر، لكنها بكل الأحوال تسجَّل لصالح ما يقوم به من تعليمات وقرارات وإدارة، فمَن يملك النجوم، والخيارات الفنية المتعددة، والأسماء اللامعة، ينجح في إيجاد التوليفة الأنسب، وتحقيق الانسجام الأمثل، ومَن يلعب وفق ما يملك من أدوات، ويستخدم التكتيك المناسب لتغطية أي ضعف، ويستغل الثغرات أيضًا يستطيع أن ينجح في تحقيق المعادلة الصعبة، ويفجِّر الطاقات، ويحرِّك المجموعة نحو تحقيق الفوز. ومن المعروف أن الفرق الكبيرة ذات التاريخ العريق والبطولات الكثيرة، تحتاج إلى مدرب يعرف كيفية تطبيق الخطط، واختيار طريقة اللعب المناسبة، وتوظيف النجوم، في حين يحتاج الفريق الأقل قدرةً وإمكانات إلى مدرب ذكي، يجيد التعامل مع كل ما يحدث من صعوبات وضغوط.
الخلاصة، أن المدرب هو العنصر الأساس والمحوري لنجاح العمل الفني مع أي منتخب، أو فريق، وأعتقد أن تجربة سلمان الفرج عندما لعب في مركز اللاعب المقتحم والمكمِّل خلف المهاجمين تجربة ناجحة، وكل ما نتمناه أن يظهر المنتخب بشكل أفضل وأكثر قوة واستعدادًا وتكاملًا بالاعتماد على نجاح وتناغم المجموعة أكثر من المهارة الفردية، كما فعل ديشامب مع منتخب فرنسا في كأس العالم 2018.