|


دورينا يستحق أكثر

2021.10.29 | 08:29 pm

في كل سبت.. يختار صالح المطلق المدرب السعودي نجم الأسبوع الكروي.. يأتي النجم لاعبًا أو مدربًا.. يضع رؤيته الفنية مدعمة بالأرقام والأسباب التي جعلت من الضوء يذهب إلى نجم الأسبوع.
الحوار الفني بين مختلف المدارس الكروية مفتوحٌ ومستمرٌّ، والكل يحاول أن يتميَّز، أو ينفرد بطابع معيَّن، أو أسلوب خاصٍّ، يتفوَّق من خلاله على الآخرين. وعلى الرغم من النجاحات التي حققتها جميع هذه المدارس إلا أن الكرة الفرنسية استطاعت أن تتميَّز بينها بالجمع بين متعة الأداء، وصلابة الدفاع، وقوة الهجوم، واختلاف طريقة اللعب وأسلوب التنفيذ بحسب قوة المنافس، وأحيانًا أثناء المباراة نفسها.
الجميع يتذكر التفاصيل الفنية للمباراة النهائية أمام كرواتيا في كأس العالم 2018 إذ لم يكن التنظيم الدفاعي الذي لعب به المنتخب الفرنسي دليلًا على المبالغة في تقدير قوة الكروات، أو أن اختيار هذا التنظيم جاء محاولةٌ لإغلاق المرمى، وتضييق المساحات، أو أنه اعترافٌ بعدم القدرة على مجاراة المنتخب الكرواتي، بل كانت طريقةً متكاملةً ومنظَّمةً، فيها كل الخيارات، وتشتمل على كل الحلول. لقد شاهدنا منتخب فرنسا يقوم بالضغط الكامل، ويتميز بالتكتل الخلفي، ويطبِّق دفاع المنطقة في فترات محسوبة ومعينة في كل المباريات، ما أظهره بشكل متماسك وأكثر قدرةً ومرونةً، وأتاح له تسجيل الأهداف من مختلف الطرق والأساليب، بالترافق مع التكتيك الثابت والمتحرك، ويؤكد ذلك نجاح الفرنسيين، وأن كل شيءٍ في كرة القدم ممكن حدوثه، وجميع الأندية والمنتخبات تستطيع تكرار هذا النجاح.
أغلب الطرق الدفاعية التي تطبَّق في دورينا عبارة عن مباراة في نصف الملعب بين عشرة مدافعين، وستة مهاجمين، وكل الأحداث تدور حول تشتيت الكرة، وإضاعة الوقت، وانتظار الصدف لتسجيل الأهداف. لا شك أن هذا الأسلوب من التعليمات والتكتيك لا يرتقي بالمستوى الفني، ولا يساعد في تطوير وإنتاج النجوم الواعدة والقادرة على استيعاب التعليمات الفنية، والتعامل مع جميع طرق وأساليب اللعب. ومن المعروف أن كرة القدم قائمة على المتعة والمهارة، والمدرب الذكي هو الذي يستطيع الجمع بين اختيار التكتيك المناسب، وإتاحة الفرصة كاملةً لجميع أفراد الفريق للظهور بأفضل شكل والتعبير عن ذاتهم، وقد تكون المباراة التي فاز فيها فريق الشباب على الطائي مثالًا واضحًا على اختيار المدرب طريقة لعب وأسلوب تنفيذ غير مناسب للفريق، الذي ظهر بشكل مبعثر، بالترافق مع كثير من تداخل المهام والمراكز. والسؤال المهم: متى تنجح الأندية في اختيار أجهزة فنية تضيف وتتعامل بحرفية مع كل ما هو جديد في عالم كرة القدم، وتستحق الوجود في دوري يملك كل عناصر وأدوات النجاح المطلوبة؟!