كل شيء له مقابل، هذه معادلة حاولت مناقضتها وفشلت، ووجدت بعد تفكير أنها صحيحة تمامًا، ولا أقصد أن المقابل هو المادي فقط، قد يكون المقابل احترامًا وتقديرًا أو شكرًا.
نبذل الجهد سنوات مقابل الحصول على شهادة عليا، ونقطع طريقًا طويلًا لكي نلتقي بصديق، قد نمشي مئات الأمتار مقابل الوصول إلى حديقة مليئة بالورود، ونلتزم بمواعيدنا ووعودنا مقابل الحصول على ثقتهم، ونفعل الخير مقابل الأجر والرضا عن النفس، ومقابل الحصول على جسم صحي ومتناسق نمارس الرياضة. قبل حوالي 20 عامًا بدأت أسمع بمصطلح العالم قرية واحدة، وعندما فهمت المعنى كنت سعيدًا، لأن القرية صغيرة وبإمكاني التجول في كل هذه القرية المترابطة عبر الشبكة العنكبوتية وشبكات الطيران، لم تعد العادة قبل أن تسافر أن تودع كل أقاربك وأصدقائك، صار السفر مثل الذهاب إلى المقهى، وصارت رؤية سكان كل القارات يمرون في الشارع الذي تعيش فيه أمرًا عاديًا، والحصول على منتجات تصنع في كاليفورنيا أو موسكو لا يتطلب سوى الضغط على زر والانتظار لمدة يوم أو يومين لتصل إلى بيتك، وتغير مفهوم التعليم وحصل مئات الآلاف على شهاداتهم وهم في منازلهم، شعرت بأنني أعيش في الزمن الأسهل، وهو فعلاً كذلك ولكن.. ما هو المقابل؟ قبل يومين انتشر خبر في وسائل التواصل الاجتماعي أن الصين تدعو مواطنيها لتخزين الأطعمة دون تحديد السبب، كان من الطبيعي لمثل دعوة الصين لمواطنيها أن تمر علينا مرور الكرام فهو شأن داخلي، أما بعد أن أصبحنا قرية واحدة فإن ما يحدث في شارع من شوارع شنغهاي أمر يهمنا جدًا نحن البعيدون جغرافيًا عن الصين، لأن العالم قرية واحدة والقرية صغيرة، أرعبت هذه الدعوة بعض سكان القرية خصوصًا وأن قريتنا لم تتعافَ تمامًا من كورونا وآثارها، وصار بعضهم يكتب متسائلًا بما معناه: وما ذنبنا نحن بما يحدث في الصين أو غير الصين؟ أما أنا فقد تبادر إلى ذهني نفس التساؤل وظهرت أمامي الإجابة: كل شيء له مقابل.
نبذل الجهد سنوات مقابل الحصول على شهادة عليا، ونقطع طريقًا طويلًا لكي نلتقي بصديق، قد نمشي مئات الأمتار مقابل الوصول إلى حديقة مليئة بالورود، ونلتزم بمواعيدنا ووعودنا مقابل الحصول على ثقتهم، ونفعل الخير مقابل الأجر والرضا عن النفس، ومقابل الحصول على جسم صحي ومتناسق نمارس الرياضة. قبل حوالي 20 عامًا بدأت أسمع بمصطلح العالم قرية واحدة، وعندما فهمت المعنى كنت سعيدًا، لأن القرية صغيرة وبإمكاني التجول في كل هذه القرية المترابطة عبر الشبكة العنكبوتية وشبكات الطيران، لم تعد العادة قبل أن تسافر أن تودع كل أقاربك وأصدقائك، صار السفر مثل الذهاب إلى المقهى، وصارت رؤية سكان كل القارات يمرون في الشارع الذي تعيش فيه أمرًا عاديًا، والحصول على منتجات تصنع في كاليفورنيا أو موسكو لا يتطلب سوى الضغط على زر والانتظار لمدة يوم أو يومين لتصل إلى بيتك، وتغير مفهوم التعليم وحصل مئات الآلاف على شهاداتهم وهم في منازلهم، شعرت بأنني أعيش في الزمن الأسهل، وهو فعلاً كذلك ولكن.. ما هو المقابل؟ قبل يومين انتشر خبر في وسائل التواصل الاجتماعي أن الصين تدعو مواطنيها لتخزين الأطعمة دون تحديد السبب، كان من الطبيعي لمثل دعوة الصين لمواطنيها أن تمر علينا مرور الكرام فهو شأن داخلي، أما بعد أن أصبحنا قرية واحدة فإن ما يحدث في شارع من شوارع شنغهاي أمر يهمنا جدًا نحن البعيدون جغرافيًا عن الصين، لأن العالم قرية واحدة والقرية صغيرة، أرعبت هذه الدعوة بعض سكان القرية خصوصًا وأن قريتنا لم تتعافَ تمامًا من كورونا وآثارها، وصار بعضهم يكتب متسائلًا بما معناه: وما ذنبنا نحن بما يحدث في الصين أو غير الصين؟ أما أنا فقد تبادر إلى ذهني نفس التساؤل وظهرت أمامي الإجابة: كل شيء له مقابل.