|


عبدالرحمن الجماز
مصدر مسؤول: الهريفي بريء
2021-11-04
أحدث الخروج النصراوي من نصف نهائي دوري أبطال آسيا شرخًا عميقًا وجراحًا من الصعب أن تندمل، دون أن تأخذ الفريق خطوات للوراء، وما نشاهده من ربكة في المشهد النصراوي لم يسلم منه أحد.
والواقع، الذي لا يمكن لإحد إنكاره، أننا لم نكن لنرى تلك الصورة المليئة بالمشاكل والتجاذبات، لولا أن الخروج جاء على يد زعيم القارة، وما تبعه من أحداث زادت من ردة الفعل، كانت فيها “ركزة البليهي” الشاهد الأول على انتصار مهم وهزيمة حارقة اكتوى النصراويون بنارها فيما بعد.
وكان بإمكان النصر تجاوز تداعيات هذه الخسارة، التي كانت أشبه بتسونامي حوّل النصر إلى منطقة منكوبة، لو قيض لهم من يتعامل مع هذا الحدث بكل شجاعة، تجعله قادرًا على لملمة الجراح والصمود في وجه النيران المشتعلة، التي أكلت الأخضر واليابس.
صحيح أن فشل النصر في اللعب على النهائي الآسيوي في نسختين متتاليتين، يعتبران هما الأسهل في تاريخ البطولة، يعد أمرًا كارثيًا بالنسبة للجماهير، التي كانت تحلم بأن فريقها “بيكوش” الكل، واكتشفت فيما بعد أن الكل “كوّش” عليه، ولكن هذا لا يعني نهاية المطاف، ولا بأس من تكرار التجربة مرات عديدة، فالفريق لم يحقق هذه البطولة طوال تاريخه، الذي تجاوز الستين عامًا، وما من شيء يمنع من تكرار المغامرة.
المؤسف جدًا في الأمر ما حدث من تراشق واتهامات بين موسيقار النصر ونجمه الأسطوري فهد الهريفي، وبعض من أعضاء النصر وإعلامييه، انتهت بالأول إلى اعتزال تشجيع النصر والابتعاد عن الإعلام والمساحات، وتهديده باللجوء للقضاء لأخذ حقه ورد اعتباره، فيما تعرض له من تشهير وفقًا لما يراه هو.
وليس هذا فحسب، بل إن تداعيات الخروج الآسيوي طالت لاعبي الفريق، والكل شاهد ما حدث بين عبد الفتاح عسيري والمحترف البرازيلي تاليسكا، واضطرت الإدارة لفتح تحقيق للسيطرة على الأزمة.
من جانبي أرى أن إدارة النصر كانت محظوظة جدًا بما جرى خارج أسوار النادي، ويكفي أنها أشغلت الجماهير عن الأسوأ داخل ناديها، ومنحتها فرصة لتقاط الأنفاس بعد الهزة العنيفة.
ومن خلال متابعة عميقة للمشهد النصراوي، أظن أن فهد الهريفي كان ضحية، ولا بأس من خروج “مصدر مسؤول” بالنصر يؤكد برآءته.
ولا أعتقد أن الهريفي، بتاريخه الطويل والمبهر مع ناديه، يمكن أن يكون في يوم من الأيام محرضًا. هذا شيء لا يقبله العقل.