مهندس أو طيار أو دكتور، هذه أكثر المهن التي كنا نتمنى أن نعمل بها عندما نكبر، ما زلت أتذكر جيدًا كيف كنت أتخيل نفسي ممسكًا بمسطرة عملاقة وورق شفاف طويل مثل المهندسين الذين كنت أشاهدهم على الشاشة. كان حصر الطموح بهذه المهن أمرًا غير عملي وغير واقعي.
لكننا كأطفال وجدنا أنفسنا نرددها بدافع أظنه من أهالينا الذين كانوا يرون فيها وجاهة لهم وتميزًا لأبنائهم، وعادة يريد الآباء أن يحققوا في أبنائهم ما لم يستطيعوا هم تحقيقه. شخصيًا تنقلت بين أمنيتين، مهندس وطيار مدني، وعندما كبرت كانت حقيقتي أنني لا أحب تغيير “لمبة” في البيت، وفي السنوات القليلة الماضية بدأت أشعر بقلق يقترب من الخوف وأنا في الطائرة خصوصًا في المطبات الهوائية! لم أكن أصلح للمهنتين لأنني لم أكن أحبهما حبًا حقيقيًا، وكذلك معظم زملائي الأطفال الذين رددوا ما كان يريد آباؤهم أن يصيروا عليه، لا أعلم مصير زميلي الذي كان يقاسمني الطاولة، كان يردد بأنه سيصبح دكتورًا في المستشفى القريب من بيتهم، وسوف يقسو على بعض أبناء حارته عندما يحقنهم بالإبرة، لأنهم لا يعاملونه جيدًا. بالأمس اطلعت على أوراق لفصل مدرسة في الصف السادس الابتدائي لمدرسة إنجليزية، كان التلاميذ يجيبون على سؤال معلمهم: ماذا تريدون أن تصبحوا عندما تكبرون؟ كانت الإجابات متعددة وواقعية لأنها كانت تعبّر عن ميولهم لما هم يريدون وليس لما يريد آباؤهم، أجابت إحدى الطالبات بأنها تريد أن تصبح مربية دجاج، وقالت أخرى بأنها تريد أن تعمل في مجال التطريز، وآخر أجاب بأنه سيعمل في الزراعة، وطالب اختار البرمجة، وآخر اختار مهنة تذوق الأطعمة، واحد أجاب بأنه يحب الهندسة، واثنان فقط اختارا مهنة الطب، كانت الأجوبة تمثل تنوع الرغبات، وحاجات المجتمع وليست رغبة الآباء. لو عاد الزمن لوضعت الزراعة ضمن المهن التي أطمح إلى العمل بها، هل هناك شجرة أجمل من النخلة؟
لكننا كأطفال وجدنا أنفسنا نرددها بدافع أظنه من أهالينا الذين كانوا يرون فيها وجاهة لهم وتميزًا لأبنائهم، وعادة يريد الآباء أن يحققوا في أبنائهم ما لم يستطيعوا هم تحقيقه. شخصيًا تنقلت بين أمنيتين، مهندس وطيار مدني، وعندما كبرت كانت حقيقتي أنني لا أحب تغيير “لمبة” في البيت، وفي السنوات القليلة الماضية بدأت أشعر بقلق يقترب من الخوف وأنا في الطائرة خصوصًا في المطبات الهوائية! لم أكن أصلح للمهنتين لأنني لم أكن أحبهما حبًا حقيقيًا، وكذلك معظم زملائي الأطفال الذين رددوا ما كان يريد آباؤهم أن يصيروا عليه، لا أعلم مصير زميلي الذي كان يقاسمني الطاولة، كان يردد بأنه سيصبح دكتورًا في المستشفى القريب من بيتهم، وسوف يقسو على بعض أبناء حارته عندما يحقنهم بالإبرة، لأنهم لا يعاملونه جيدًا. بالأمس اطلعت على أوراق لفصل مدرسة في الصف السادس الابتدائي لمدرسة إنجليزية، كان التلاميذ يجيبون على سؤال معلمهم: ماذا تريدون أن تصبحوا عندما تكبرون؟ كانت الإجابات متعددة وواقعية لأنها كانت تعبّر عن ميولهم لما هم يريدون وليس لما يريد آباؤهم، أجابت إحدى الطالبات بأنها تريد أن تصبح مربية دجاج، وقالت أخرى بأنها تريد أن تعمل في مجال التطريز، وآخر أجاب بأنه سيعمل في الزراعة، وطالب اختار البرمجة، وآخر اختار مهنة تذوق الأطعمة، واحد أجاب بأنه يحب الهندسة، واثنان فقط اختارا مهنة الطب، كانت الأجوبة تمثل تنوع الرغبات، وحاجات المجتمع وليست رغبة الآباء. لو عاد الزمن لوضعت الزراعة ضمن المهن التي أطمح إلى العمل بها، هل هناك شجرة أجمل من النخلة؟