|


إبراهيم بكري
مدرب «شايف نفسه»
2021-11-15
في الفترة الراهنة، بدأت موضة إقالة المدربين، وأصبح من الأمور التي تشغل مساحةً واسعةً في الوسط الرياضي بمختلف ميوله الحديثُ عن المدربين ما بين قبولهم، أو رفضهم.
الشيء الذي دائمًا ما يتردَّد في هذا الشأن، أن قدرات المدرب لا تتناسب مع إمكانات الفريق الضعيفة، أو أن الفريق بإمكاناته العالية لا يتأقلم مع أسلوب المدرب المتواضع. وحتى نستطيع أن نشخِّص وضع أي مدرب، يجب أن نعرف ما هي الأنماط التدريبية المختلفة؟
هناك ثلاثة أنماط تحاصر المدربين، وتعدُّ في علم “التدريب الرياضي” هوية المدرب، والفلسفة التي تجسِّدها شخصيته وتصرفاته في التدريبات والمباريات، وكلُّ أسلوب تدريبي له تأثيره في الفريق، سلبًا أو إيجابًا. 
هذه سلسلة من المقالات لمعرفة أنماط المدربين، واليوم سنسلِّط الضوء على: أسلوب المدرب المتسلِّط: “Command style”.
في هذا الأسلوب، يستحوذ المدرب على القرار، ويفرض قانونًا صارمًا باتباع أسلوب إصدار الأوامر، ليعكس شخصيته القوية المُبالغ فيها.
المدرب المتسلِّط يملك خريطة طريق للفريق، يحدِّد فيها الأهداف التي يؤمن بها فقط، ولا يسمح لأي شخص، كائنًا من كان، بأن يناقشه، لأنه يعتقد دائمًا أن قراره هو الأفضل، لذا يُعدُّ غير قابل للتغيير.
 يعدُّ دائمًا رأيه الأفضل، وبناءً على ذلك يصدر أوامر لتنفيذ توجيهاته، حتى لو كانت غير صائبة، فما يهم أن يُنفَّذ رأيه فقط.
علم التدريب اكتسب هذا الأسلوب من النظام العسكري الصارم، ليصبح أسلوب “الأمر” أحد أنماط التدريب، التي يكون تأثيرها السلبي أكبر من الإيجابي، خاصةً أنه لا يوطد علاقة الاحترام المتبادل بين المدرب وأعضاء الفريق.
في هذا الأسلوب التدريبي لا يجيد المدرب المتسلِّط لغة الاحترام، ولا يستطيع أن يحتوي مشكلات اللاعبين.

لا يبقى إلا أن أقول:
المدرب المتسلِّط “رأسه يابس”، و”معاند”، و”مكابر”، ولا يهتم برأي أحد، وينفذ أي شيء يؤمن به، حتى لو كان في قراره ضررٌ على الفريق، فما يهم ألَّا يسمح لأي أحد بالتدخُّل في قراره.
كثيرٌ من الأندية تصل إلى طريق مسدود مع المدرب المتسلِّط، الذي يرفض مناقشته في الأخطاء الفنية، وتدهور مستوى الفريق، والمحصلة قرار إقالة، يكون الرابح الأكبر منه هذا المتسلِّط بالحصول على الشرط الجزائي.
المدرب المتسلِّط لا يحترم اللاعبين، ويتعامل معهم بقسوة لا مبرر لها، تؤثر سلبًا في حالتهم النفسية، ليتجرَّع الفريق المعاناة المستمرة التي لا علاج لها إلا بأن يتخلَّى المدرب المتسلِّط عن أسلوبه غير المناسب في عالم التدريب.
في مقال الغد سأتحدث عن المدرب المتعاون.
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا “الرياضية”.. وأنت كما أنت جميل بروحك وشكرًا لك.