بات الجميع يعلم أن التوجه الكروي التنافسي في رياضتنا محصورًا في الهلال والنصر، وهو الأمر الذي أصبح مسلمًا به لدى الجماهير والإعلام ولا يمكن إنكاره بأي حال من الأحوال فهما للرياضة موال.
حقيقة يكشفها الصرف المالي المهول على هذين الناديين خلال السنوات القليلة الماضية، بل وحجم المتابعة الإعلامية، التي لا تكاد برامجها وعناوينها تعترف بغير عينين ومدينة وليس مدينتين.
ميزانيات ضخمة ولاعبون بعشرات ضعف آخرين في أندية أخرى، وديون تطفو على السطح، وما تلبث أن تتبخر وكأنها لم تكن، وسباق تسلح داخل أروقة الاتحادات وعدم اكتفاء، ومنافسون يقتلهم العوز والبلاء.
إلى هنا والأمور تكاد أن تكون طبيعية، إلا أن القضايا المرافقة للتنافس تكشف بعدًا آخر من الاحتكار الرسمي لهذين الناديين، من خلال الحماية الكاملة داخل لجان المسابقات والانضباط والتحكيم وما الله به عليم.
بالأمس كان هناك حديث عن اجتماع لمدرب المنتخب مع مدربي النصر والهلال وأطراف نصراوية وهلالية لاختيار من يمكن ضمه من اللاعبين للمشاركة في بطولة العرب، وإن صحت الأخبار فلا ينفع بعد هذا عتب.
ولعل هذا الخبر يعيد لنا شيئًا من تاريخ قريب رمي فيه الأهلي وحيدًا يصارع نهايته على يد سد قطر وهو يلعب بدون لاعبيه دون أن يغمض لاتحاد بلده جفن واليوم يتنعم غيره بالمؤجلات، ظلم هناك وهنا مجاملات.
أعود وأقول إن الاتحادات المختلفة، التي أمسكت بزمام القرار تاريخيًّا في رياضتنا لا تملك أن تسبح خارج فلك الهلال والنصر، ويظل الأهلي هو العامل المشترك في تكريس المعنى الحقيقي للظلم تجربة وعلمًا.
لا رياضة سليمة دون تنافس سليم ولا تنافس سليم دون مسافة واحدة تفصل القرار عن كل المتنافسين ولا دوري يليق باسم حامله الكريم دون مساواة وتعميم، أما إبقاؤها بين هلال ونصر فهو تنافس بينهما فقط.
الجماهير هي لب الهدف الرياضي ودوام الحال لن يكون في مصلحة حجم المتابعة الرياضية والتي نحسد عليها، بل إن المؤشرات تدل على انحسار الشغف الرياضي وإمكانية الاستفتاء قد تكون على يد موظف فاضي.

فواتير
محاميا الهلال في قضية النقاز إعلامي نصراوي وآخر وحداوي تحول للشباب والنتيجة خسارة من النافذة إلى الباب.