|


رياض المسلم
قراءة نشرة.. تكريم لا ينسى
2021-11-21
تختلف أوجه التكريم، لكنه يظلّ محل تقدير للشخص المكرم، فالبعض من المكرمين ينظر لها من جانب مادي، فيبحث عن ما خف وزنه وارتفع ثمنه، وآخرون يهمهم أن يكون في صورة درع أو ما شابه، ليزين مكتبته “التقاعدية” في منزله، لكنه يبقى داخل مفهوم التكريم، وأفكار لم تخرج من الصندوق..
اطلعت على خبر احتفاء هيئة الإذاعة والتلفزيون السعودية باليوم العالمي للتلفزيون، الذي يصادف 21 من شهر نوفمبر، وجذبني كيفية تكريم المذيعين السابقين، فلم يكن من خلال وقوف على المسرح وتلقي درع، أو شهادة شكر، أو “كعكة” لن يأكلها، حفظًا على صحته، ولكن كان بجعلهم يقدمون نشرة أخبار في التلفزيون السعودي، الذي غادروه منذ سنوات بعيدة، وهنا أكبر تكريم يناله المذيع، فنشرة الأخبار تعد أهم المحطات في سلم التلفزيون، ومنها الانطلاقة الحقيقية لما بعد ذلك..
التلفزيون السعودي أطلّ عبر شاشته، منذ انطلاقتها في منتصف الستينيات الميلادية، الكثير من الأسماء، التي ارتبطت أصواتهم وصورهم بالماضي الجميل، ليس فقط من باب الحنين إلى كل ما هو قديم، لكن لمهنيتهم العالية، فهم من أسس مفهوم نشرات الأخبار السعودية بطريقة إلقائهم وتحضيرهم، وقبل ذلك موهبتهم الفطرية، التي أتمنى أن يستفيد منها المذيعون الحاليون..
لم يكونوا يهتمون بلون الغترة أو تفاصيل “مرازيمها” بأن تكون مستقيمة، لكن همهم أن تستقيم الحروف في ألسنتهم وتخرج سليمة ترن في آذان المشاهدين..
بادرة هيئة الإذاعة والتلفزيون بدعوة المذيعين من جيل العمالقة، يتقدمهم حسين النجار، ليقدم نشرة أخبار في يوم التلفزيون العالمي على شاشة القناة السعودية، محل اعتزاز وتقدير، ولمن لا يعرفه فحسين النجار اسم لمع في تاريخ التلفزيون السعودي لأكثر من 35 عامًا قبل أن يطلب الترجل ويغلق الضوء الأحمر أعلى الكاميرا في بداية الألفية، لكنه ترك إرثًا كبيرًا وصوتًا خالدًا، وخير تكريم له أن يتعرف عليه أبناء الجيل الحالي ممن لم يعاصروه، ليشاهدوه يقدم نشرة أخبار، فهي أفضل تكريم يحصل عليه، فهم يعيشون مشاعر جميلة عندما يدخلون الاستديو ويلمسون التغييرات في الميكروفونات والكاميرات، ويستذكرون أيامهم، لكن بالتقنية الحديثة، فيستحق مذيعونا السعوديون، ومن وضع اللبنات الأساسية في الإذاعة والتلفزيون، أن يحظوا بتكريم من هذا النوع..
الأمر لا يقتصر على الإعلام فقط، بل المجالات كافة، فليس هناك أجمل من ذكريات العمل بالنسبة للمتقاعدين، فعودتهم، ولو يومًا واحدًا، ليقدموا ما كانوا يعملونه في زمنهم، ويعيشون لحظات التطور، أكبر تكريم لهم.. فشكرًا لهيئة الإذاعة والتلفزيون على تلك البادرة، واختيار التوقيت المناسب، والطريقة المثلى، للاحتفاء بعمالقة المذيعين السعوديين..