|


عبدالرحمن الجماز
لو كان ابن نافل رئيسا للنصر
2021-11-25
تخيلوا ماذا سيكون عليه الحال، لو كان فهد بن نافل رئيسًا للنصر، وهو الذي استطاع ومعه فريقه العظيم أن يروضوا الآسيوية، ويخطفوا بطولتين من ثلاث نسخ متتالية، ويتأهلون لبطولة العالم للأندية، تخليوا أن هذا يحدث لدى الغريم الجغرافي النصر ويكون ورئيسه ابن نافل.
كم من معلقات المدح والأشعار ستقال بحقه، وكم من الألقاب ستطلق عليه، ولربما عملوا له مجسمًا على مدخل النادي يخلد ذكراه العطرة ومنجزاته التاريخية.
في الهلال لا شيء من هذا القبيل يحدث، يحقق الهلال أكبر البطولات وأعتاها، ويمر هذا الحدث عاديًا مع قليل من الفرح، وكثير من التفكير في المستقبل، أو كما صار متعارفًا لدى الجماهير الهلالية “هاتوا اللي بعده”.
وبلا شك فإن ظهور أصوات هلالية تطالب رئيس النادي ولاعبي الفريق بتحقيق منجز في المشاركة العالمية، ليس من باب النكتة، بل هو كما يقول المثل الشعبي “مزحة برزحة”.
وأعتقد أن ارتفاع سقف طموحات الهلاليين، الذي أصبح مرتفعًا جدًا لم يكن اعتباطًا، بل لأن الهلاليين يثقون بأن فريقهم العظيم قادر على فعل ما هو أكبر، بحكم أن الهلال بات هو الممثل الأجدر لكرة القدم السعودية، حيث جاءت الآسيوية الثامنة، كتأكيد على ذلك.
وكعادة الهلال، بطل في الملعب، وصاحب سبق في الأولويات، فهو أول فريق سعودي يستطيع تحقيق دوري أبطال آسيا للمحترفين لمرتين، والرابعة في تاريخ البطولة بنسخها الجديدة والقديمة، في حين نجح الاتحاد في تحقيق البطولتين لمرتين في عصر الهواة وقبل أن تلعب بنظامها الجديد، الذي تم إقراره في 2009.
ولم يكتفِ الهلال بذلك فحسب، بل إنه الذي نجح للتأهل لبطولة العالم للأندية لثلاث مرات، وسيكتفي بالمشاركة الثانية في البطولة المقبلة بعد أن تم تعليقها لظروف تجارية فيما يخص تأهله الأول، وهو منجز لم يسبقه إليه أحد قبله، ولا أظنه يحدث لأحد بعده، على الأقل في السنوات المقبلة.
فوز الهلال وتتويجه على عرش القارة كزعيم أوحد لها، أوجد حالة من الأفراح للجماهير الهلالية، والاتراح للبوهانجيين، الذين كانوا يمنون النفس بخسارة زعيم الأندية، ولكنهم واجهوا نفس مصير ما حدث لمخلفات أوراوا الياباني في نسخة 2019 وما أحدثته من تداعيات كبرى، والجرح الذي تجدد بتحقيق البطولة الحالية.
وأجزم أن كل الأندية التي شهدت طفرات مالية غير معهودة، وحظيت بدعم كبير، والهلال واحد منها، ولكنها فشلت في تحقيق منجز يشرف الوطن، باستثناء الهلال، الذي كان بارعًا في حصد البطولات المحلية والقارية، وهذا هو الفرق.