|


سعد المهدي
ناديك ليس بالضرورة الأفضل
2021-12-01
لن يغير فشل فريقي في تحقيق طموحاتي وأحلامي من عشقي له وتشجيعي، ومهما حقق المنافسون الانتصارات وحققوا الإنجازات لن يجعلني اختارهم بدلًا عن عشقي وحبي سنين العمر، إذًا أين تقع مشكلة المشجع ولماذا يتورط في حمل مسؤولية محاربة المنافسين؟
بعيدًا عن أصحاب المصالح الشخصية من الإعلاميين أو المسترزقين من منصات “السوشال ميديا”، يبقى المشجع أكثر صدقًا في معالجة مشاكل ناديه وتقدير احتياجاته وتقييم منسوبيه وتقويم إعوجاجه، لكن بعض الجمهور يجد نفسه يحارب مع هؤلاء أو عنهم بالوكالة في معارك خاسرة تزيد من معاناته، وتبعد الحرج عنهم؟
الفخر بالنادي والتفاخر بمنجزاته شيء من تركيبة المشجع، والادعاء بالأفضلية وتلفيق المنجزات خلل في الفهم يؤدي فيما يلي إلى “الإنكار” والشعور بالمظلومية، من غير المعقول أن تبذر في العقل “الأكاذيب” وتنتظر أن تنبت “حقائق”، الترويج للأفضلية لن يجعلك الأفضل، واتهام الآخرين أنهم أسباب ظهورك على غير ذلك يزيد الطين بلة.
معارك الإعلام والجمهور “مهرجانات” بحث عن الذات وتكسب وأشياء أخرى، لكن لا علاقة لها بالأندية ولا اللاعبين ولا تأخذ في اعتبارها مصالح عليا، على كل المنصات ينتصب هؤلاء بأسلحتهم من “تسريبات” و”فبركات” و”مناكفات” لينحسر ”المشجع” أوسطها لا يدري هل يصدقهم أم ما يشاهده على أرض الملعب.
المشجع دائمًا على حق كما هو “الزبون” لكن إن كان على حق أو يبحث عنه أو يرضى به، وكلاء الأندية من بعض الإعلاميين ورواد “المساحات” يتفقون مع الإدارة غير الأمينة ولا مسؤولة على تضليل المشجع أو تهدئته أو تلقينه الكلام، من ذلك يتحول “المشجع” إلى جزء من المشكلة وتفقد فرصة إيجاد الحل، بينما الإدارة الأمينة المطلوبة والمسؤولة يمكن لها عبر آلياتها أن تصل إلى عقل المشجع بدلًا من عاطفته، ليكون على علم ودراية بالواقع الذي معه ينحاز لها ولناديه لا للمنتفعين أو استعداء المنافسين.
نحن نؤمن أن المشجع هو المصدر الرئيس لكل كوادر وقدرات وإمكانيات النادي، وأن كل مشجع يثق أنه أحسن اختيار النادي الذي شجعه، لكن عليه أن يحدد بعقله أين يقف ناديه في “طابور” الأفضلية لا بعاطفته ولا إملاءات المنتسبين لمنافعهم ومنفعيهم.