الأندية والحوار المفقود
لم يسبق أن مرت الأندية بمرحلة مليئة بالمشاكل والخلافات مثل التي حدثت في آخر موسمين ولا أميل إلى التعميم في هذا الجانب، إلاّ أن الاستثناء لا يأتي إلاّ على العدد القليل من الأندية وعلى ذلك أصبحت المسألة وكأنها ظاهرة أو صفة ملازمة لأغلب المجالس والإدارات، ولا شك أن لهذه المشاكل والخلافات نتائج وإفرازات غير جيدة والغريب أن كل هذا يحدث في ظل الدعم الكبير وكثرة الفرص وتعدد مصادر الدخل والموارد المالية والتي كانت في وقت من الأوقات تشكل أكبر عائق لتحقيق الأهداف والاستمرار في التطوير والمنافسة على جميع البطولات، وأعتقد أن أهم عامل مشترك أو سبب رئيسي لغياب الحل في هذه الأندية هو الإصرار على تكرار الأخطاء، وأهمها ابتعاد أو إبعاد أصحاب التجربة والخبرة من أبناء النادي وهذا يعني أن جميع القرارات وخصوصًا فيما يتعلق بالأمور الفنية تصدر بدون أي مراجعة ونقاش مفتوح ومفصل لجميع الاحتمالات ولذلك حدثت المشاكل وكثرة الأخطاء وتراكمت الديون.
الحوار هو أفضل الحلول لمشاكل الأندية وهو المنفذ الوحيد والأكثر تأثيرًا في الوصول للمصلحة العامة وبدونه لا يمكن أن نصل إلى معرفة أي قاسم مشترك بين جميع الأفكار والمقترحات ومع الحوار تتحطم كل الخلافات وتذوب العوائق وتتفتح الآفاق وتكثر الحلول وتتعدد الخيارات، وأما إذا أصرت هذه الأندية على ما هي عليه الآن من مركزية وتهميش لجميع الآراء فهي وبكل تأكيد لن تجني إلاّ المزيد من النقاط المظلمة، والإخفاقات الدائمة والخسائر التي قد تصل إلى ابتعاد الجماهير وتراجع كل ما هو جميل في اسم وتاريخ النادي، ومن أهم شروط ونجاح الحوار الاحترام المتبادل والشفافية والاستماع لكل الآراء وكل الفئات والحرص على الخروج بنص واضح واتفاق كامل على تحقيق المصلحة وتجاهل وترك كل ما سبق من خلافات ومن تضييع للفرص والوقت وباختصار الحوار ليس وسيلة أو فرصة لانتصار أي مجموعة على الأخرى ولكنه معنى واضح ومعبر عن معنى قيمة وتاريخ وتقاليد النادي ومن يحبه ويشجعه.