|


رياض المسلم
الرياض كذا.. موسم وطرب
2021-12-03
في اتصال يردني فجرًا لقريب من سكان محافظة جدة لم أعتد مكالمته في أوقات الذروة، فكيف إذا ورد خارجها، أجبته وأنا غارق في النوم وقبل أن ينتظر ردي على تحيته قال: “ما تعرف فنادق أو شاليهات فاضية في الرياض؟”.
لا أعرف إلى الآن بماذا نصحته حينها بعد رفضه المجيء إلى منزلي، بسبب وضع النعاس، لكني سألته بعدها بساعات عن سبب الزيارة، فأجاب بكلمتين “موسم الرياض”، تلبية لرغبة عائلته وقت الإجازة المدرسية، قاطعًا عادته السنوية في هذا التوقيت من كل عام بالسفر إلى الخارج، لكنه بدا متضايقًا سألته السبب فقال: “تعبت من البحث عن مكان للسكن، وبعد أن وجدت قال لي مدير الفندق بأنه منذ أكثر من ثمانية أعوام لم يسجلوا هذا الرقم القياسي في عدد النزلاء”.
استثمرت إجازة قصيرة بعيدة عن العمل مع عائلتي، فكان الخيار الأول هو السفر في الرياض، لكن لم أتوقع أن يكون هذا الإقبال الكبير على الفعاليات، ففي وقت الإجازات اعتدنا أن يعم الصمت العاصمة، وطريق الملك فهد يكون سالكًا والدائري الشمالي يفتح ذراعيه شوقًا للمركبات والجسر المعلق يسكنه الهدوء، لكن العكس تمامًا يحدث الآن، فالزحام الشديد ليس من سكان الرياض فحسب بل حتى مناطق ومدن ومحافظات السعودية جعل أهاليها العاصمة قبلتهم السياحية.
في البوليفارد سعدت كثيرًا بمشاهدة الطاقية العمانية والثوب الإماراتي والعقال القطري والدشداشة الكويتية، ناهيك عن جنسيات عربية وعالمية تهافتوا على حضور الموسم.
بلغة الأرقام الصادرة من المستشار تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للترفيه، فإنه تجاوز عدد الحضور للفعاليات 4.5 مليون زائر خلال شهر ونصف الشهر، موزعة بين 3.6 مليون زائر من مدينة الرياض، و620 ألف زائر من مختلف مناطق السعودية، في حين بلغ عدد القادمين للموسم من الخليج أكثر من 163 ألف شخص، فيما فاق عدد الزوار القادمين من دول العالم 145 ألف زائر.
الأرقام الصادرة تدل على أن السعوديين عاشقون للفرح والبهجة التي خطفت منهم في زمن مضى بتسجيلهم أرقامًا قياسية في عدد الحضور، وفي موسم الرياض يبرهنون أيضا للعالم أنهم شعب عاشق للعمل بتقديم هذا المنجز في مدة لا تقل عن أربعة أشهر، وأيضًا دلالة على أن بلادنا تمكنت من جذب السياح الأجانب، لتنشيط هذا القطاع المهمل سنوات طويلة.
فهنيئًا لمن قضى إلى قضاء الإجازة في وطنه متنعمًا بخيراته وخياراته الترفيهية، وأرأف بحال من تكبد عناء السفر في زمن كورونا وشجرة عائلاتها.
وأخيرًا يحق لنا أن نردد..
الرياض كذا.. موسم وطرب..