|


تركي السهلي
الجِلدُ الأصفر
2021-12-04
النصر كنادٍ يقع بين دائرتي رحى إمّا أن يتخلّى عن سياسته التقليدية المنتهجة التصعيد والمواجهة من حيث اللفظ والموقف مع الجهات المعترضة مسيرته أو التحوّل إلى منشأة براغماتية تفضّل تحقيق المصلحة من غير اقتناع بالطريقة أو الظهور بدبلوماسية تميل إلى العلاقات ذات الطابع الدافئ.
وفيما لو قرّر العاصميّ الكبير رسم ما يريد من أسلوب تعامل مع وزارة الرياضة والاتحاد السعودي لكرة القدم، فإن جماهيره ربما سيكون من الصعب عليها التخلّي عن المبدأ القديم.
الأمر صعب بالنسبة للأصفر، وإداراته المتعاقبة كانت تفضّل الذهاب إلى الاعتراض حين يطوّق عملها الفشل، لكن هل المرحلة وبعد تعاقب السنون مناسبة لتغيير الجلد؟
لقد ظهرت على السطح أصوات نصراوية لديها رؤية مختلفة تقول إن الابتعاد عن صناعة القرار والصوت الرافض من بعيد لن يُفيد النصر وهو أمر يجب ألّا يطول ولا بدَ أن يتوقف وعلى الإدارات ورجالات النادي الفاعلين التحوّل من مجرّد ركّاب موجه إلى مخططين وزرّاع متغلغلين في دوائر القرار. هذا زمن يحتاج إلى عمق وذكاء لا إلى تكرار لكلام لا طائل منه.
الوجهة الصفراء الآن لا تقبل ذات المسافة وذات الخطوات وذات الوقت المقطوع.
الاتجاه تتضح معالمه وربما حانت اللحظة لإبعاد أسماء نصراوية استراحت في المنطقة ذاتها ولا تحمل أي نظرة نحو المستقبل.
إن المولود في العام 1955م ملّ من بعض أهله الذين لا لغة لديهم سوى رفع الحناجر دون رفع الخناجر، وهُم لا يريدون تحرّكًا نحو القوّة ودغدغة الجماهير طغت على ألسنتهم، ولم يعد لديهم من مجال إلّا اللعب على اللغة الميّتة.
إن النصر هو صوت الرعد والريح والحمم وألسنة اللهب، وهو الجبال والقتال والسيف والمدفع، وهو الأمواج والقلاع وأسنّة الرماح. كُل ذلك في العالمي الكبير وهو فيه ما فيه وله ما له من وصف وروح وألوان تكون عدمًا فتستحيل أقواس ودوائر ومساحات تشكيل لا تقبل الباهت ولا التلويحات الباردة.
لقد شجّع ويشجّع الساكن في حي طويق غرب الرياض الأمير والوزير ومن كان بين قومه كبير، لكنّ موظفًا صغيرًا مُتحكّمًا بجدول أو ببريد إلكتروني في قطاع رياضي قادر على مسح تأثيرهم وتحويلهم إلى ناقمين رافعين للرايات المحفوظة في الصندوق العتيق.
لم يعد هناك مُتسع لخوض “حرب جواسيس” لدى النصراويين، فالساحة لا تحتمل سوى من يُظهِر وجه ويدخل من الباب الكبير. على الأصفر أن يرتدي “المشلح” وأن يجلس في أوّل الصف.