|


تركي السهلي
عِداء الجماهير
2021-12-06
أمام النصر مرحلة خلاص حتى يتحرر من كل شيء. الخلاص من الأسماء المُزعجة والأصوات الرافضة. والعالمي ممتعض على ما يبدو من سطوة “الجماهير”، لكنّه يظهر عاجزًا في التعاطي مع التيارات كُلّها. في الأصفر تيارات تشكّلت منذ رحيل الأمير عبد الرحمن بن سعود ـ رحمه الله ـ ولم تقدر إدارة واحدة من توحيد الاتجاهات، وهذا ما قاد إلى وقوع النادي وفريقه الكُروي في الأسر. إنها حالة معقّدة وتشابك حاد.
وبدت إدارة مسلّي آل معمّر وهي السابعة منذ غياب “الرمز” في وضع ارتباك في فهم المكوّن الأصفر. وبعد طغيان التدوين وإتاحته للجميع وعقب أن أصبح بإمكان أي مشجع تسجيل موقف وقيادة جماهير فإن الرأي لم يعد حكرًا والتضليل وتكوين الجماعات بات سهلًا في “تويتر” ومساحاته.
المواجهة غدت الآن بين الإدارة والجماهير، وهذه أخطر وأعقد مواجهة يمكن أن تكون في طريق أي رئيس ناد. إن ما يقف في وجه مسلّي وإدارته في هذه الأيّام جمهور رؤساء وجمهور لاعبين وهم أصعب ما يمكن التعامل معه. لن ينجو رئيس مجلس إدارة النصر من كل ذلك إلّا بالانتصار وتحقيق البطولات. ربما بطولة واحدة تكفي الأصوات الصفراء.
لقد منح الفريق الإداري الحالي مساحة للبعض، وهذه واحدة من المشاكل، كما أنه ترك للبعض بابًا مفتوحًا على اللاعبين، وهذا كان خطئًا جسيمًا. إن المجلس الجديد كان أكبر من الوضع بأكمله لكنّه تفاجأ بأمور صغيرة جدًا لم يحسب لها حسابًا. ركّزت الإدارة على سداد الديون وفتح قنوات الاستثمار وجلب عناصر وأخفقت في المدربين وبناء الروح الواحدة. كان التسرّب من نافذة الإخفاق الذي كان هناك من يترقّبه حتى ينقض على آل معمّر وفريقه.
على الرئيس ومن معه العودة إلى النقطة الأولى في التخطيط ورسم سياسة جديدة تقوم على إغلاق الثغرات وسدّ أبواب الولوج إلى الداخل وإن لم تساعدها الأدوات الحالية فإن على مسلّي ورجاله جلب وجوه بديلة تتمتع بالذكاء وتفطن للصغير من الأمور.
إن الإدماء لا يأتي أحياناً إلّا من متناهي الصغر، وعدم حسابه مدعاة لانهيار الحسابات كُلّها.
إن ما يفعله الرمز الداعم الأمير خالد بن فهد ومن معه من رجال كبير للغاية، وهو أسلوب يستطيع أن يحقق معه النصر البطولات وزرع الفرح مرّات ومرّات، وهو لم يسأم بعد ولم يزل لديه كرجل مُحب وذهبي مالك للأصوات الأكثر الكثير ليقدّمه لكنّ المكانة الصفراء تحتاج إلى إعادة تموضع.