|


خالد الشايع
كيف يفكر هيرفي رينارد؟
2021-12-06
على الرغم من حالة عدم الرضا، التي أبداها “بعض” الشارع الرياضي السعودي، تجاه النتائج والمستويات التي يقدمها المنتخب السعودي في بطولة كأس العرب المقامة حاليًّا في قطر، إلا أنَّ القرار الذي اتخذه الفرنسي هيرفي رينارد، مدرب المنتخب، بإشراك اللاعبين البدلاء والصغار عوضًا عن لاعبي الفريق الأول، كان صائبًا وبلا جدال.
نعم الخسارة، أو التعادل مع منتخبات مثل الأردن وفلسطين ليس مقبولًا، بيد أن رينارد قدَّم المصلحة العامة، ونظر للصورة الأشمل.
هو يعلم جيدًا أن العصب الأساسي للمنتخب ‏السعودي مكوَّن من لاعبي فريق الهلال، وأيضًا النصر، وهم مرهقون، ولا يمكن الضغط عليهم بمباريات لن تقدم للكرة السعودية الكثير، فالمنتخب لديه استحقاق أهم في أواخر يناير المقبل أمام منتخبي عمان واليابان، وبعدها الصين وأستراليا، ولن يكون من المنطق أن يضغط على اللاعبين الذين شاركوا في ‏ما لا يقل عن 20 مباراة ما بين دولية ودوري وكأس آسيا، كيلا يراهم عاجزين عن الركض في المرحلة الأهم.
تعلَّم رينارد الدرس من الضربة القاسية التي تلقاها المنتخب السعودي في كأس آسيا 2015 عندما ضحى الاتحاد السعودي لكرة القدم بلاعبي المنتخب في مشاركة لا معنى لها في بطولة الخليج، وكانت النتيجة أن وصل اللاعبون إلى أستراليا وهم مرهقون وغير قادرين على اللعب فخرجوا من الدور الأول، بفوز وحيد وهزيمتين.
‏صحيح أن لاعبي الكرة يتقاضون الملايين سنويًّا، لكنهم في نهاية الأمر بشر، لا يستطيعون الركض حتى النهاية وبلا توقف، هم ليسوا عدَّائي مسافات طويلة، وحتى العدَّاؤون أنفسهم يحتاجون إلى الراحة.
اللاعب لكي يتألق يحتاج إلى التركيز الذهني والنفسي، بأهمية لا تقل عن التأهيل العضلي واللياقي، بالتالي كان قرار رينارد مدروسًا بعناية، وبحث عن مصلحة الكرة السعودية الأعم، لا تحقيق إنجازات قصيرة، لن تضيف لنا الكثير.
من المهم ألّا نقسوا على لاعبي المنتخب الذين يمثلونه حاليًّا، حتى لو خرجوا من المنافسة مبكرًا، فالهدف هو كسب الاحتكاك والخبرة، ومنحهم الفرصة للبروز أمام لاعبين أكبر منهم سنًّا، وأكثر خبرة، لكي تستمر رحلة الإحلال، ولا نتعرض للهزة التي تعرضنا لها عام 2006 عندما رحل الكبار، ووجدنا أنفسنا أمام جيل غير جاهز، كبَّدنا الابتعاد عن كأس العالم لنسختين، واحتاجوا إلى الكثير من الوقت حتى يكسبوا الخبرة المطلوبة.
في تصوري ما قام به رينادر هو ما كنا نحتاج له في هذا الوقت، بناء الجيل الجديد يأتي وقت الانتصارات، لا بعد التعثرات.