ـ أنظر إلى مكتبتي، أعرف أنني لم أقرأ ما يكفي من الكتب. أتخيّل مكتبات كثيرة في هذا العالَم فأرتعب، أكاد لم أقرأ شيئًا. لو قرأتها ما الذي كان يمكن له أن يحدث لي؟! أُجَنّ؟! أم يتحسّن أسلوبي عشرة آلاف مرّة على الأقل؟!
ـ الأسلوب يعني النظرة إلى الأشياء ومن خلالها، مثلما يعني نكهة خاصة في التّعبير عنها. يا للكتب ما أكثرها وما أقلّني!.
ـ بالرغم من ذلك، لا أريد أن أفقد سذاجتي في تتبّع الكتب!. لقد بدأتُ القراءة في سنّ مبكّرة جدًّا. لم يكن لي هدف من وراء ذلك سوى الاستمتاع. كانت تلك غايتي ولا أظن أنني سأتنازل عن ذلك الهدف، وتلك الغاية، أبدًا!.
ـ لستُ أكاديميًّا لأبحث في مجال معيَّن أكثر من بقيّة المجالات، خوفًا من أن يفوتني شيء منه. ولستُ مُعلِّمًا لأحرص على ما يفيد الطّلّاب فأُكثر من البحث والتّدقيق فيه، ولا تلميذًا في مدرسة يُجبَر على مواد معيّنة ومنهج مُحدَّد يُختبَر فيه آخر العام وعلى ضوء نتيجته يتحدّد مساره ومُستقبله!.
ـ بل، وأعترف: بدأت القراءة في سن السابعة، تقريبًا، بعد أن رأيت المكتبة المدرسيّة، حين فُتحت لنا أبوابها في الصفّ الثاني الابتدائي، ومن يومها وأنا أقرأ خارج المنهج أكثر بكثير ممّا أقرأ في المنهج؛ أيّ منهج!.
ـ القراءة تُشعرني بأشياء يصعب جمعها ووصف حالتي فيها ومعها، أهمها: الحريّة واللّعِب!.
ـ لستُ ضدّ من يرى في القراءة أهميّة أكبر وأنفع من الحريّة واللَّعِب، لكني أتحدث عن نفسي، والحديث عن النفس بأريحيّة من مُعطيات القراءة أيضًا. هذا أمر يُحرِّض على الاستطراد:
أعظم من عرفت من الشعراء والأدباء والفنّانين؛ وتأثّرت بهم، لم يتحدّثوا تقريبًا إلا عن أنفسهم!. المتنبّي في الشِّعر، ويوسف شاهين في السّينما!. هل أقول: ودوستويفسكي أيضًا؟! في ذلك مجازفة ما، لكن بطل روايته “في قبوي” يقول ذلك بصراحة. تقريبًا الرواية تبدأ بهذا الاعتراف: “على كلّ حال، ما الشّيء الذي يجد المرء في الحديث عنه أكبر متعة؟ الجواب: أنْ يتحدّث عن نفسه!. حسنًا، سأتحدّث إذن عن نفسي”!. انتهى الاستطراد!.
ـ إلى جانب الحريّة ومُتعة اللَّعِب، منحتني القراءة الخصوصيّة!. الشعور بالخصوصيّة شعور مُبهج إلى أبعد حدّ، وكل ما في الأمر أنني أخشى، بحذر حقيقي، من انفلات هذه المشاعر وضياعها، فيما لو التزمتُ بقراءة منهجيّة متخصّصة في فرع ما!.
ـ يُقال لي أحيانًا، والمصيبة أنني أفعل ذلك مع آخرين ثم أندم: “يلزم أن تقرأ الكتاب الفلاني”، “هذا الكتاب مهم ولا يجب أن يفوتك”، “لا يمكن لي تصديق أنك لم تقرأ هذا الكتاب، أو ذلك الكاتب”!. وصايا كثيرة، من هذا النوع، أتلقّاها من هنا وهناك، ومع كل توصية من هذا النوع يضيق صدري بالمكان.. بالجلسة وبالجليس!.
ـ لستُ مسؤولًا عن أحد، أعني لستُ مسؤولًا عن كتاب أو كاتب. أتعامل مع الكتب مثل تعاملي مع أنواع القهوة!. حين أختار؛ في وقت محدد، في مزاج محدد، نوعًا محددًا من القهوة، إنما أفعل ذلك لتطييب مزاجي، وليس دعمًا للشركة المنتجة لهذا النوع من القهوة!.
ـ يمكن لصديق أن يذكر لي اسم نوعًا يطيب له من القهوة، فأقوم بتجريبه، لكن أن يصدّني عن قهوتي المفضّلة، ويطلب من الجرسون تغيير طلبي إلى نوع آخر يستسيغه هو، فهذا ما لا أقبله!. وكذلك الكتب!.
ـ مع ذلك فإنه من حسن الحظ أنني أفضّل أنواعًا كثيرة من القهوة ومن الكتب، ويثيرني التجريب ويستهويني التّعدّد!. “وهذا هو التّعدّد الوحيد الذي يستهويني”: هذه الملاحظة بين القوسين، ضروريّة لضمان عدم طردي من البيت!.
ـ الأسلوب يعني النظرة إلى الأشياء ومن خلالها، مثلما يعني نكهة خاصة في التّعبير عنها. يا للكتب ما أكثرها وما أقلّني!.
ـ بالرغم من ذلك، لا أريد أن أفقد سذاجتي في تتبّع الكتب!. لقد بدأتُ القراءة في سنّ مبكّرة جدًّا. لم يكن لي هدف من وراء ذلك سوى الاستمتاع. كانت تلك غايتي ولا أظن أنني سأتنازل عن ذلك الهدف، وتلك الغاية، أبدًا!.
ـ لستُ أكاديميًّا لأبحث في مجال معيَّن أكثر من بقيّة المجالات، خوفًا من أن يفوتني شيء منه. ولستُ مُعلِّمًا لأحرص على ما يفيد الطّلّاب فأُكثر من البحث والتّدقيق فيه، ولا تلميذًا في مدرسة يُجبَر على مواد معيّنة ومنهج مُحدَّد يُختبَر فيه آخر العام وعلى ضوء نتيجته يتحدّد مساره ومُستقبله!.
ـ بل، وأعترف: بدأت القراءة في سن السابعة، تقريبًا، بعد أن رأيت المكتبة المدرسيّة، حين فُتحت لنا أبوابها في الصفّ الثاني الابتدائي، ومن يومها وأنا أقرأ خارج المنهج أكثر بكثير ممّا أقرأ في المنهج؛ أيّ منهج!.
ـ القراءة تُشعرني بأشياء يصعب جمعها ووصف حالتي فيها ومعها، أهمها: الحريّة واللّعِب!.
ـ لستُ ضدّ من يرى في القراءة أهميّة أكبر وأنفع من الحريّة واللَّعِب، لكني أتحدث عن نفسي، والحديث عن النفس بأريحيّة من مُعطيات القراءة أيضًا. هذا أمر يُحرِّض على الاستطراد:
أعظم من عرفت من الشعراء والأدباء والفنّانين؛ وتأثّرت بهم، لم يتحدّثوا تقريبًا إلا عن أنفسهم!. المتنبّي في الشِّعر، ويوسف شاهين في السّينما!. هل أقول: ودوستويفسكي أيضًا؟! في ذلك مجازفة ما، لكن بطل روايته “في قبوي” يقول ذلك بصراحة. تقريبًا الرواية تبدأ بهذا الاعتراف: “على كلّ حال، ما الشّيء الذي يجد المرء في الحديث عنه أكبر متعة؟ الجواب: أنْ يتحدّث عن نفسه!. حسنًا، سأتحدّث إذن عن نفسي”!. انتهى الاستطراد!.
ـ إلى جانب الحريّة ومُتعة اللَّعِب، منحتني القراءة الخصوصيّة!. الشعور بالخصوصيّة شعور مُبهج إلى أبعد حدّ، وكل ما في الأمر أنني أخشى، بحذر حقيقي، من انفلات هذه المشاعر وضياعها، فيما لو التزمتُ بقراءة منهجيّة متخصّصة في فرع ما!.
ـ يُقال لي أحيانًا، والمصيبة أنني أفعل ذلك مع آخرين ثم أندم: “يلزم أن تقرأ الكتاب الفلاني”، “هذا الكتاب مهم ولا يجب أن يفوتك”، “لا يمكن لي تصديق أنك لم تقرأ هذا الكتاب، أو ذلك الكاتب”!. وصايا كثيرة، من هذا النوع، أتلقّاها من هنا وهناك، ومع كل توصية من هذا النوع يضيق صدري بالمكان.. بالجلسة وبالجليس!.
ـ لستُ مسؤولًا عن أحد، أعني لستُ مسؤولًا عن كتاب أو كاتب. أتعامل مع الكتب مثل تعاملي مع أنواع القهوة!. حين أختار؛ في وقت محدد، في مزاج محدد، نوعًا محددًا من القهوة، إنما أفعل ذلك لتطييب مزاجي، وليس دعمًا للشركة المنتجة لهذا النوع من القهوة!.
ـ يمكن لصديق أن يذكر لي اسم نوعًا يطيب له من القهوة، فأقوم بتجريبه، لكن أن يصدّني عن قهوتي المفضّلة، ويطلب من الجرسون تغيير طلبي إلى نوع آخر يستسيغه هو، فهذا ما لا أقبله!. وكذلك الكتب!.
ـ مع ذلك فإنه من حسن الحظ أنني أفضّل أنواعًا كثيرة من القهوة ومن الكتب، ويثيرني التجريب ويستهويني التّعدّد!. “وهذا هو التّعدّد الوحيد الذي يستهويني”: هذه الملاحظة بين القوسين، ضروريّة لضمان عدم طردي من البيت!.